مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

تنازع الأنانيات


عندما ننغمس في العمل وتمضي فترة ونحن كذلك فإن الغفلة تكتسح عقولنا وأرواحنا ولا بدلها والحال هذه إلى جرس اليقظة إلى من يقرع آذانها بالموعظة. وحده الإمام الخميني قدس سره في هذه الحال يستطيع قرع هذا الجرس وحده الذي يمكنه أن يحرك الآن أعماقنا ويكسر أوثاناً ويحد من تمادينا في سباتنا وإتباع أهواءنا، فله كلمة القلب من القلب إلى القلب فهو يقول لنا في إحدى كلماته الموجهة للعاملين.

يجب عليكم أن تبنوا أنفسكم حتى تستطيعوا القيام.. وبناء النفس معناه أن تتبعوا أحكام الله.
يجب أن تصلحوا أنفسكم وبعد ذلك تصلحون الناس، وإصلاح النفس هو أن تترقوا بجميع الأبعاد التي لدى الإنسان والتي جاء من أجل تربيتها الأنبياء.. أن أصل منشأ الكمالات الإنسانية هو نزاهة النفس عن الشوائب، وتعاسة كل إنسان في التعلق بالماديات أن توجه النفس نحو الماديات وتعلقها بها يؤخر الإنسان عن قافلة الإنسانية، والخروج من الشوائب المادية والتوجه إلى الله يصل بالإنسان إلى مقام الإنسانية فالأنبياء أيضاً قد بعثوا من أجل نفس هاتين الجهتين: إخراج النفس من الشوائب المادية. والتشبث بمقام الربوبية.
 

إن مشكلتنا جميعاً هي إننا لم نزكْ ولم نربِّ أنفسنا، يصير الإنسان عالماً وذا فكر عميق ولكنه لا يربي نفسه ولا يزكيها. والخطر الآتي منه على بقية البشر هو أشد هولاً من خطر المغول فإن غاية وهدف بعثة الأنبياء هو تزكية النفس ثم يأتي التعليم بعدها.
يجب عليكم أن تجاهدوا حتى تنظفوا كل ما يوجد في قلوبكم، وإذا ما أصبحتم خالصين لله فإن ذلك سوف يكون مؤثراً في "جهادكم وانتصاراتكم".
يجب أن يكو اتكالكم على الله فقط وهذا لا يحصل إلا إذا قللتم من الرغبات النفسانية. إذا أردتم أن تصبحوا أناساً تملكون قيماً إنسانية ولا تكون أعمالكم من أجل الطين، فلتكن من أجل الشرف، من أجل الإنسانية وفي سبيل الله.
واعلموا، إن كل الفاسدين إنما فسدوا، بالتدريج، ما من أحد أصبح فاسداً دفعة واحدة ولا يتصور أحد منا إننا مأمونين من أن نصبح فاسدين. فجميعنا معرضون للفساد. وحاذروا من أن يفسد قلوبكم غرور الانتصارات والشهرة والخيلاء والاعتزاز.

* الأنانية والتنازع
إن منشأ الاختلافات إنما هو من النفس وكلما رأيتم من اختلاف بينكم فتأكدوا إنه ينبع من هوى النفس، وإن كل الأخطاء التي تصدر من النفس إنما هي بسبب الأنانية والغفلة عن الله، وإن تمام الفساد الذي يحصل في العالم سببه الأنانية وحب المال والجاه والسيطرة وأمثال ذلك. وإن جميع هذه المصائب التي تحلّ بالإنسانية ناشئة من "أنانية الإنسان" جميع الحروب في هذا العالم من هذه الأنانية.
وما من حرب ونزاع يمكن أن يكون بين المؤمنين، فإذا نشب "نزاع" أو حرب بين المؤمنين ليعلموا إنهم ليسوا مؤمنين، فلا حرب بين المؤمنين.
ولكن حيث لا يكون هناك إيمان، وحيث أن توجه الإنسان إلى النفس، فهو يريد كل شيء لنفسه، ومن هنا يقع النزاع، أنا أريد هذه الأريكة لنفسي وأنتم تريدونها لأنفسكم وحيث لا يمكن الجميع يقع التعارض والتضاد. أنا أريد هذا البساط لي وأنتم تريدونه لكم، أنا أريد أن تكون هذه الرئاسة الوهمية لي وأنتم تريدونها لكم، وحيث لا يمكن الجمع بين الإرادتين ينشب النزاع.
هذا يريد هذه الدولة له والثاني يريدها لنفسه فتقع الحرب.. الإنسان يحارب بأنانيته، والحروب هي حروب الأنانيات وهي معدومة بين الأولياء فلو كانوا في مكان واحد لما نشب نزاع بينهم أبداً ولا ظهر اختلاف بينهم لأن كل شيء هو "لله" فلا مكان هنا للنفس، لكي يجر هذا البساط إلى طرفه فيحدث الاختلاف وينشب بينهم نزاع.
 

الجميع هم لمبدأ واحد ويسيرون بنفس الاتجاه، ولكن نحن واقعون في بئر عميقة وظلمات أشدها ظلمة هي ظلمة "الأنانية" وما لم نخرج منها فلا سبيل للخروج من تلك البئر العميقة، وما دمنا في ظلمات الأنانية.. فسنعتبر الآخرين لا شيء أما أنفسنا في كل شيء... كل المصائب التي تحل بنا وبكم وببني آدم في كل مكان ناشئة من هذا المنبع، وما دامت هذه الأنانية موجودة فما من "إلهية" وما من عبادة إلا عبادة النفس.
فعلى من يريد الخروج من هذه الأنانية أن يهاجر هذه الهجرة بالمجاهدة، يجاهد ويهاجر، والقدم الأولى هي أن تقرروا الخروج من هذا البيت وتخرجوا.
القدم الأولى أن يقوم الإنسان "قياماً لله" أن يستيقظ الذي يجب أن نسلكه وعلينا الخضوع لتربية الأنبياء.
 

وأنتم أيها الشباب تستطيعون العثور على الطريق الأفضل، لقد فاتنا الأمر، وذهبت قوانا إلى حيث عاقبتنا. فأنتم أيها الشباب تستطيعون بصورة أفضل أن تهذبوا أنفسكم، فأنتم أقرب إلى الملكوت من كبار السن إذ أن جذور الفساد أقل تأصلاً فيكم، لم تمتد كثيراً بعد، لكنها تتأصل وتتكاثر في كل يوم ما دامت باقية، والأمر كلما تأخر فإنه يصعب ويتعرقل. فعسير على الشيخ العجوز إصلاح حاله إذا أراد ذلك، ولكن الشاب يستطيع تحقيق ذلك بصورة أسرع، فإنه يتحقق إصلاح آلاف الشباب ولا يتحقق إصلاح عجوز واحد، فلا تتركوا أمر الإصلاح لأيام الشيخوخة، ابدأوا الآن ما دمتم شباباً واجعلوا الآن أنفسكم تابعة لتعاليم الأنبياء.
هذا هو مبدأ المسيرة ومنه يجب الانطلاق.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع