مع الإمام الخامنئي | احفظوا أثر الشهداء* لماذا غاب الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف حتّى الآن؟ فقه الولي | من أحكام الإرث (1) آداب وسنن | تودّدوا إلى المساكين مفاتيح الحياة | أفضل الصدقة: سقاية الماء* على طريق القدس | مجاهدون مُقَرَّبُونَ احذر عدوك | هجمات إلكترونيّة... دون نقرة (1) (Zero Click) الشهيد السيّد رئيسي: أرعبتم الصهاينة* تاريخ الشيعة | عاشوراء في بعلبك: من السرّيّة إلى العلنيّة الشهيد على طريق القدس المُربّي خضر سليم عبود

خواطر: وتَمضي القوافل


وتمضي القوافل، قافلة بعد أخرى، يجد الركبان السير في بيداء الحياة بحثاً عن كلأ وماء، يروي قلوبهم الظامئة، ويبل أرواجهم المجدبة.
ولا يحفل باللحاق إلاّ رجال صدقوا ... فسبقوا
أما أنا وأنت فما زال يثبطنا الخمول والتناقل، نلهو بالأمل البعيد عن الركب، تنعدم الرؤية على امتداد الفيافي، فينقلب المدى لمع سراب، وليس شيئاً هو.
كلانا أنا وأنت قد ضلّت بنا الطريق، وسيان بقينا أم مشينا، ما دامت عربتنا من غرور، ينشدّ فيها فؤادنا نحو المجد الموهوم، فلا الطريق طريق مجد، ولا المجد مجد بعزم وإرادة. فمتى إذاً يكون اللحاق. كلانا تخلّف، وما من سبيل بعدُ وهذه العربة لا تصلح للسير بين الكثبان.
ها قد ازداد عطشنا نشرف على الهلاك، فلنلقِ إذاً بأثقالنا وأحمالنا، ولنتخفّف من عبء التقصير والتأخير والخيبة، ولنرحلن فلا بدّ من السعي، علّنا نلقى من نسترشد منه إلى أقرب بئر أو أيّ ترعة أو نحفل بماء الحياة، وهو غاية ما كنّا نبغي.

أخي .. لا بدّ إذاً من عزم المسير، فلا نبرح حتّى نبلغ مجمع الأحباب...
وأثناء الدرب
قد نقع في بئر الحساد، فما عسانا أن نفعل، حينها في تلك المطاوي، أنتكل على غرورنا من جديد. أم سننقاد إلى لجة الياس أم سوف ننقطع إلى الله.
وتسألني: لست أدري ما حكاية الانقطاع؟ فهل ستكون بنا أم به؟ غريب أن تقول هذه الأسئلة.
أليس هو الذي قطعنا عن اتكالنا وعربتنا في الأولى، ويسقطنا في الثانية في غيب جب لو تصيّدنا الحساد. إذاً هو الذي سيهبنا هذا الانقطاع.
نعم يا زميلي، فما يدريك ماذا بعد ذلك، فقد يأتي بعض رعاة يودون أن يستقوا، فإذا أدلو بدلوهم، فإنّه سيكون حبل المخرج إلى روح الفرج. وإنّني أضمن بالحاكمية على خزائن الأرض ستكون لنا، فقد رأيت في منامي يوماً أنّنا، أنا وأنت، قد التقينا بعد طول غياب وأنّ الشمس والقمر لي ساجدان، وما أدراك ما ذاك، فلعلّه رمز للمحاكمة، وربما كان الشمس والقمر أبي وأمّي.

وقد تسألني ما علاقة الشمس والقمر بكلّ ما تقول؟
وأجيبك: ترى ما علاقة، البيداء والسراب والضياع عن الصحب وما حكاية الحسد والبئر والانقطاع والحبل والمخرج والحاكمية.
أخي لا تسل، هكذا هي الدرب: سير وسالك، وسلوك، وعلامات، وبالنجم هم يهتدون، وإن كنا عن هذا لغافلين.
فتعال نسير في الأوهام، إليه وبه، في مسالك الغيوب فما أحلاه.
وهو سبحانه قد كفانا المستهزئين ولا تبتئس، علنا نلحق بالقافلة.
ولأدع أنا أهلي فيمكثوا مع الأمل، وتسكن أنت ذريتك بواد غير ذي زرع عند بيته المحرم، ثم لننطلق إلى تلك النار المترائية، لكلّ مبصر، لعلّنا نأتي منها بقبس أو نجد على النار هدى فنخلع نعلي الشرف والجاه في ذلك الوادي المقدس عنده تبارك وتعالى، فهو الذين يختار من عباده من يشاء فيسمعه وحيه حين يشاء ولنسمع ترنيمة، "إنني أنا الله لا إله إلاّ أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري".
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع