* أفضل دواء
قال بعض الأبدال: مررت ببلاد المغرب على طبيب والمرضى بين يديه، وهو يصف لم علاجهم. فتقدمت إليه وقلت: عالج مرضي يرحمك الله.. فتأمل في وجهي ساعة ثم قال:
خذ عروق الفقر، وورق الصبر، مع إهليلج التواضع، وأجمع الكل في إناء اليقين، وصب عليه ماء الخشية، وأوقد تحته نار الحزن، صم صفه بمصفاة المراقبة، في جام الرضا، وامزجه بشراب التوكل، وتناوله بكفّ الصدق، واشربه بكأس الاستغفار، وتمضمض بعده بماء الورع، واحتم عن الحرص والطمع، فإن الله تعالى يشفيك إن شاء الله تعالى.
العالم بكل شيء لا مكان له
قيل: أن عالماً كان يجلس في مكان الصدارة والناس حوله يستمعون له، ويخشعون، فحسده منافس له في المهنة، فقال له بسمع من الجميع ما قولك بكذا؟ وسأله بمسألة أشبه بالطلاسم.
فقال العالم: لا أعلم.
قال السائل: إن المكان الذي أنت فيه لمن يعلم، لا لمن لا يعلم.
قال العالم: ويلك، إن هذا المكان لمن يعلم شيئاً ولا يعلم أشياء والذي يعلم كل شيء لا مكن له. ﴿وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً﴾.
الإمام زين العابين عليه السلام والجارية.
روي أن جارية لعلي بن الحسين عليه السلام: جعلت تسكب عليه الماء ليتهيأ للصلاة، فسقط الإبريق من يدها فشجه. فرفع رأسه إليها فقالت له الجارية: إن الله تعالى يقول: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ﴾ فقال لها: قد كظمت غيظي.
قالت: ﴿وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾.
قال: قد عفا الله عنك.
قالت: ﴿وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾.
قال: اذهبي فأنت حرّة لوجه الله.
* الفضل والرشيد
كان الفضل بن عيّاض من العبّاد والزهاد، فقال له هارون الرشيد: ما أزهدك؟
فقال الفضل: أنت أزهد مني.
قال: أنا زهدت في الدنيا وهي فانية وأنت زهدت في الآخرة وهي باقية.
* فضل الإمام علي عليه السلام والأصحاب
جاء شاب إلى إبّان بن تغلب وقال له:
يا أبا سعيد أخبرني، كم شهد مع علي بن أبي طالب من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم؟
فقال له إبان: كأنك تريد أن تعرف فضل عليّ بمن تبعه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
فقال الشاب: هو ذاك...
فقال إبان: والله ما عرفنا فضل الأصحاب إلاّ باتباعهم علياً عليه السلام.
* هل يخلد العاصي في النار؟
سئل علي بن أبي طالب عليه السلام عن العاصي يخلّد في النار؟
فقال: بنو آدم قسمين: كافر ومؤمن.
فالكافر مخلد في النار بالإجماع.
والمؤمن على ضربين: طائع وعاص.
فالطائع في الجنة بالإجماع.
والعاصي على ضربين: تائب ومصر.
فالتائب في الجنة بالإجماع.
والمصر على ضربين: قائل بتحليلها، وقائل بتحريمها.
فالقائل بتحليلها في النار بالإجماع.
والقائل بتحريمها في مشيئة الله تعالى غفور رحيم.