مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

هل نحسن تربية أطفالنا؟

يشتد التنافس اليوم بين الدول المتقدمة صناعياً، في ميدان القدرة على إعداد وبناء الأطفال في بلدانهم علمياً وتربوياً. فبين المدرسة والبيت تكون عناصر النجاح أو الفكر. وإنما يعود ذلك إلى البرامج الدراسية والتربوية في المدارس، وأيضاً إلى نوع ومستوى الرعاية العلمية والتربوية في البيوت، فـهل نحسن تربية أطفالنا؟

إن ما يحصل في بلادنا الإسلامية، وفي لبنان بالخصوص ليس مختلفاً كثيراً عما هو عليه الواقع في دول: كاليابان، أو أمريكا، أو الصين.. فجذر المشكلة "بصورة إجمالية" واحد وإن اختلفت أهداف العملية التعليمية والتربوية.
وعلى هذا الأساس سنأخذ بعض النماذج من هذه المشكلات في إطار معالجة وتوجيه لأوضاع الأطفال، وفي خطوة تتحدد بها ظروف وأسباب المشكلات، وطرق معالجتها، وتحدد تالياً وقبلاً السبل السليمة لبناء جيل مستقيم الملامح، طموح، وقادر على فهم الحياة، ونيل أعلى مراتب الرقي والكمال الإنساني.

* أسئلة في سياق مشكلات معاصرة
لقد ظهرت إحصائيات قام بها خبراء في عالم الأطفال في أمريكا، نتائج متهاوده في المستوى العلمي ومستوى النبوغ. فهل يرجع ذلك إلى عدم كثافة البرامج، أم إلى تولي الأهل فرائض تعليمية عن أولادهم؟
في البداية لا بد من القول أن المشكلة وإن كان لها جذران الأول مدرسي والثاني منزلي، إلى أن الأمر لا يقتصر على هذه الفرضيات، فهذان النموذجان إنما طُرحا بداية للدخول بصورة تدريجية إلى جوانب أخرى مختلفة.

* مستوى الذكاء
ما من شك أن قابليات الذكاء متساوية "ليست بالدقة طبعاً" إلا أن نمو الذكاء لدى الأطفال يرتفع ويهبط تبعاً لظروف وعوامل التنشئة والتعليم.
وما من شك أيضاً أن قدرات الأطفال هائلة ومبدعة، إلا أنها شديدة الحساسية والتأثر، وعلى هذا فإن لدى الأطفال مقدرة ذهنية عالية لتلقي كم تربوي وتعليمي كبير، بشرط انتهاج وسائل وأساليب دقيقة ومرغوبة. إذ من الممكن على سبيل المثال - أن يكون طفل ياباني أكثر نبوغاً ولياقة من طفل أمريكي، بل وأكثر تحملاً وإنتاجية، ولا يدل هذا إلا على فوارق تربوية وتعليمية في صميم البرامج والأساليب التطبيقية. ويلاحظ البعض أن المدارس اليابانية والأهالي يرجعون سبب النجاح الأكاديمي إلى الكد والاجتهاد وليس إلى الذكاء الموروث، ويؤكد أن الذكاء أمر يمكن الحصول عليه "طبعاً بقصد تنمية الذكاء". ولقد أظهرت التجارب أن الطفل يمكن أن يعطي الكثير إذا أشعرناه بأهمية قدرته، ووفرنا له الأجواء المناسبة.

* ظروف التخلف
إن البرامج البطيئة والسهلة - وعلى عكس ما يتصور البعض - تساعد في غالب الأحوال على تدني وتراجع معدلات النمو الذهني والتعليمي. بينما تبعث البرامج الحيوية والكثيفة على الإثارة والاندفاع والثقة. ذلك لأن الحيوية في البرامج من شأنها أن تنمي الذهن وتشحذ الذكاء، وتجعل النفس أقدر على التحمل. ولا نريد أن نسهب هنا لأن المجال يضيق لمتابعة البحث في كامل التعقيدات التربوية والتعليمية.
أما في المجتمعات المتخلفة فهناك مشكلةٌ، يتعاضد فيها التخلف المزمن على المستويين التعليمي والتربوي، مع مشاعر التخلف، واستحالة الحل.
وهذا يؤدي إلى انعدام إمكانيات التغيير فعلاف. وهذا ما يحصل، حيث يستسلم الأهل والأطفال إلى قدر التخلف المصطنع فتخبو قدرات الأطفال العقلية والذهنية وتنحصر في شرانق من الكلالة والوهم. ولا يعني هذا أبداً: أن رفع عوامل التخلف يمكن أن يتم بصورة دفعية، بل ولا بصورة تدريجية بالمطلق أيضاً. إذ لا بد أن تراعي البرامج واقع التخلف، وأن تكون حائرةً على خصائص تمكنها من أحداث صدمة قوية لهذا الواقع.


وما نريد قوله:
أن الأطفال وإن كانوا يختلفون بين دولة متخلفة ودولة متقدمة، إلا أن ذلك لا يمنع من وجود إمكانيات هائلة وحقيقية للتغيير السريع. وعلى هذا الأساس يمكن أن يصبح المرء سيداً، أو أن يقهر المستضعفون من يستضعفونهم من المستكبرين.
أما في لبنان فإن أطفالنا وبالإضافة إلى ظروفهم العلمية والتربوية المشجعة، فإن الشرائح غير المتأثرة بنمط الحياة الغربية - على المدى البعيد - أكثر قابلية للتنمية الذهنية من الأطفال الأمريكيين مثلاً.
نعم هناك حاجة ماسة لوضع وتطوير برامج تعليمية خلافة لبناء جيل جديد يتمتع بمواصفات القوة والشجاعة والأفق العالي، حيث لا تكفي القدرة الرياضية والمنطقية على التحليل، ولا حشو المعلومات العلمية لبناء رجال المستقبل.
كذلك فهناك حاجة أخرى ماسّة وبحاجة إلى رعاية تربوية وتعليمية منزلية موجهة ومستقيمة. إلا أن لبنان بالرغم من ذلك كله لا يشابه في أرضيته وقابلياته الدول المتخلفة أبداً.

* الرعاية المنزلية
لا تستطيع المجتمعات يوماً ما أن تتخلى عن الحياة العائلية، وإذا حصلت حالات مخالفة، فلا تعدو أن تكون حالة شاذة وطارئة. فالطفل الذي يتنكر لأبويه وأهله يعد منحرفاً، وكذلك الأب إذا تنكر لأولاده يعد منحرفاً وأنانياً، فالحياة مبنية على الاجتماع وإن الخلية الأولى التي يتكون منها هذا الاجتماع هي العائلة. وما زالت المجتمعات الإسلامية تحافظ على هذه الخلية. بل إن الغرب أيضاً يعمل لإعادة ترميمها.
يقول ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز في بعض محاضراته: "كيف سنساعد الشباب الذي يحس بأنه مغترب عن أبويه وقيم مجتمعنا... إن في صميم الإسلام هناك محافظة على تصور كامل للكون".

لقد كان دائماً دور المنزل في الرعاية العلمية والتربوية من قبل الأهل دوراً أساسياً. فالتوجيه، والحوافز المشجعة يبج أن تسير جنباً إلى جنب مع بناء الشخصية المبادرة وغير الاتكالية.
وتقول بعض الدراسات التي أجريت في أمريكا أن وقوف أطفال الولايات المتحدة في مؤخرة صفوف طلاب الدول المتقدمة إنما يعود إلى البرامج العلمية السهلة، والعطل الطويلة، التي تهدر الطاقات الطلابية. يضاف إلى الأسباب: ارتفاع نسبة الحمل عند المراهقات، وانتشار العنف في الطرقات، والأسلحة في المدارس. وعلى المستوى المنزلي فإن الأهل وبدل أن يدفعوا بأطفالهم إلى تحمل مسؤولياتهم بأنفسهم فإنهم يتحملون عنهم المسؤولية: فينظمون برامج الأولاد، ويوضبون لهم ملابسهم، ويقومون بواجباتهم المنزلية.
وبالتأكيد فإن هذا الأسلوب وهذه الأجواء لا تؤديان إلا إلى نشوء شخصية غير قادرة وغير مستقيمة. ويشير بروفسور علم النفس في جامعة متشيغن أن معدلات صفوف الرياضيات الأمريكية أقل من أدنى معدلات الصفوف الأسرية.. فقد وجد أن الأهل يحملون أنفسهم وليس المدرسة مسؤولية ذلك باعتقاد منهم "من خلال بعض الإحصاءات التي أجريت" أن الأهل ليس عليهم واجبات، أما المدرسة فهي ممتازة!!

* لكي لا نذهب بعيداً
أي الأساليب الأبوية هي الأنجع في إغناء شخصية الأطفال، ورفع درجاتهم العلمية؟
- هل يدفع الطفل لتحمل مسؤولياته بنفسه؟
- هل يوجه الأهل المدح والإطراء في كل مناسبة.
- هل يعطى الطفل الحرية الكاملة؟

يحرص الكثير من الأهالي - سيما في المجتمعات المتقدمة صناعياً - على إعطاء أطفالهم حرية كاملة باعتقاد منهم أن ذلك سيجعلهم مع الوقت قادرين على خوض غمار الحياة بجدارة. ولكن هذا الاعتقاد خاطئ، فلربما انزرعت لدى الأطفال رغبة شديدة بالإهمال وعدم الاستعداد لتحمل المسؤولية. ومن جهة الأهل، فلربما اختبأت وراء ذلك رغبة ملحة بعدم لزوم تحمل مسؤوليات نحو أولادهم. ومهما يكن الأمر فإن هذا النوع من الحرية لا يفي سوى جعلهم ريشة في مهب الريح سيما في المراحل الأولى، ومراحل المراهقة. وهي مراحل يحتاج فيها الطفل إلى مزيد من الرعاية والتوجيه، ومع هذه الحرية يفقد الطفل اتزانه ليذهب بعيداً مع شهواته ونزواته، سيما إذا كان جو الأصحاب والزملاء مساعداً. وكذلك فإنه ربما لجأ إلى العنف انتقاماً، وذلك لانعدام الحضن العاطفي الذي يفترض أن يتكفل به الأهل. وهو ما يصعب جداً إيجاد بديل عنه. وكم من الجرائم الاجتماعية التي ترتكب والتي تضج بها المجتمعات وخاصة تلك المجتمعات التي تتمتع بمستوى اقتصادي مرفه نسبياً، تسببت عن فهم خاطئ لمعنى الحرية وأسلوب غرسها في نفس الأطفال.

أما بالنسبة إلى لجوء بعض الآباء إلى تحميل أطفالهم المسؤولية تجاه أي إخفاق بأن يقال للطفل في صورة مكررة: "لا تلم الأستاذ ولا تلم زملاءك، إنها غلطتك، وعليك أن تمتلك قرارك بنفسك" في الحقيقة فإن هذا الأسلوب ربما كان أسوء من تخلية الطفل وشأنه.
فهو أسلوب أشبه بإهالة التراب على من يُخشى عليه الموت. وإنه فيما لو طغى أسلوب التقريع هذا فإن الأمر سيولد الشقاء للأطفال، وإلى مستويات غير محددة من الانحراف السلوكي، والتراجع العلمي، بل أنه - أي هذا الأسلوب - سيولد لدى الأطفال شعوراً بالقهر، والكراهية للأهل تالياً، في أغلب الأحيان.
أما حالة الثناء والإطراء التي يلجأ إليها الأهل من كل مناسبة، حيث يقولون لأطفالهم: أنتم متميزون، رائعون.. وتنهال عليهم كلمات الثناء العاطفية. إن ذلك له أثار إيجابية من جهة، إلا أن الضرر من الجهة الثانية، ورؤية النفس بصورة غير واقعية، هو الذي سيكتسح نفسه وقلبه. فيتعقد معها الطفل في سيطرته على نفسه من جراء عدم معرفته لحجم قدراته وحقيقة أمره. وعلى المستوى العلمي، بما يؤدي إلى الإهمال والتقليل من الاندفاع والاجتهاد بالدراسة.

* في الصورة العامة
إذا أردنا أن نبني شخصية أطفالنا بصورة متوازنة فلا بد من توازن الانفعالات المتقابلة لديه، وهذا ما يتأتى من خلال أساليب التربية المتكاملة والمستقيمة. وإلا فإن هذه الشخصية ستكون شخصية ضعيفة مضطربة وغير مثايرة وغير كفوءة.
صحيح أن غرس معنى الحرية أمر ضروري جداً للنفس، كضرورة الماء والمواد للحسم، إلا أن ذلك يجب أن يأتي عن طريق الحرية إلى جانب الرعاية.
فالحرية حبل الانعتاق من التابعية الطفولية. أما الرعاية الأبوية فهي بمثابة العكاز والوكاء الذي به يهتدي الطفل إلى معنى الحرية وحقيقتها وهي توازن الميول النفسية لديه.

أما تحميل الطفل مسؤولية أعماله فذلك أمر جميل، ولكن لا على أن يكون ردة فعل الأهل، لدفع المسؤولية عن أنفسهم، وإعفاء أنفسهم من أي واجبات. بل أن على الأهل أن يحتضنوا أطفالهم عاطفياً، ويشعروهم دائماً أنهم إلى جانبهم، بالإضافة إلى تركهم رويداً رويداً ليقوموا بالأمور بأنفسهم، وكلما اشتدت أعوادهم أعطوا شيئاً من أزمّة أمورهم. فإهمال الأطفال أمر خاطئ والقيام بالأعمال عنهم أمر خاطئ أيضاً، وتحميلهم المسؤولية ودفعهم للاتكال على أنفسهم أمر ضروري ولكنه لا بد في كل ذلك من التوازن.

وإن المديح في أثناء القيام بعمل حسن أمر في غاية الأهمية يشترط عدم المبالغة فيه إذ أن ذلك يبعث في نفس الطفل روح الاندفاع والنشاط، وإن الذين لا يسمعون مثل هذا المديح غالباً معقدون، وضعفاء وينتابهم شعور بالدونية، وعدم احترام الآخرين لهم، وهو أمر يقتل العزائم.

* وأسئلة أخرى
توجيه المرح
لا يستغني الأطفال عن اللهو والمرح لذلك فإن دور الأهل كبير في توجيه هذا اللهو سيما في أوقات وأيام العطف الطويلة. فالقراءة، والرسم، والرياضة، وبناء المجسمات، والأعمال المنزلية، والأناقة والترتيب للأشياء، إلى غير ذلك، كلها أعمال يمكن أن تعزز لديه ملكات خلافة، من قبيل الشعور بالمسؤولية، وحسب العمل المنتج. ولكن الحذر كل الحذر من إجباره على ألعاب خاصة، أو منعه من ألعاب يحبها ما دامت هذه الألعاب غير منحرفة وغير خطيرة. والمطلوب توجيهه تدريجياً نحو الألعاب الفاضلة، والتي لا تؤدي إلى مضاعفات تربوية. ونعود إلى التأكيد أن القلب - كما في الحديث الشريف - إذا أكره عمي.
ولقد شجع الإسلام الآباء على تعليم أولادهم السباحة والرماية وركوب الخيل، وما ذلك إلا لتكتنز شخصية الطفل قوة واستقامة، موجهة من خلال المرح المنتج.

الاعتماد على النفس

عندما يقع ولدك على الأرض يبكي ويتطلع إلى نجدتك، وأن نجدتك له تغرس في نفسه النجدة والشهامة والرحمة، والاندفاع نحو مساعدة الآخرين، ولكنه لو أكثرت وبالغت في الاهتمام فإنه سيصبح رخواً يتظاهر دائماً بأنه لا يقوى على القيام، بينما لو خليته وشأنه أحياناً وأرشدته إلى الاعتماد على نفسه فإن ذلك سيعزز شخصيته، ويكشف قدرته عند نفسه.
وفي ميدان الدراسة الأمر كذلك. وعلى الأهل إبلاء أطفالهم الرعاية والعناية دون المبالغة، فقد يتراجع أو يرسب في صفه، والرسوب أشبه بوقوع الطفل، يجب أن شعر بأبويه إلى جانبه في هذه الحالات، ولكن ليس دائماً لأن القوة النسبية هنا ستكون بمثابة درس لن ينساه، إذ عليه أن يعي عواقب الأعمال والإهمال.

كيف يصبح طموحاً

من المفترض مبكراً أن يلتفت الأهل إلى مستقبل أطفالهم بزرع الملكات وتنمية القابليات، يجب أن يسمع الطفل حديثاً عن المستقبل وماذا يجب أن يصبح في المستقبل وما هو هدف الحياة من الضروري أن يحفز الطفل لنيل مراتب عالية ولا بأس بتوسيع خياله وطرح أعمال قيادية لتكون هدفه الذي يعمل للوصول إليه، سيما إذا كانت غايات سامية، وأعمال نبيلة.
إن رسم الهدف في ذهن الطفل، وتحديد الأعمال القيمة وجعلها في محل اهتمامه وطموحه أمر بالغ الأهمية، إلا أن ذلك يجب أن يترافق مع حث على مضاعفة الجهد، وإقناعه بأن الوصول أمر ممكن، ولا أهم من وجود قدوة سامية المقام يتعلم منها ويحلم بالرقي إليها أو التشبه بها، ولا ننسى أن تعزيز قدسية الأهداف في نفس الطفل من شأنه أن تجعله يسترخص التضحيات والجود لأجلها.

كلمة أخيرة
إننا إذا لم نحسن تنشئة أطفالنا ورعايتهم علمياً وتربوياً فإننا لن نكون جديرين بالمستقبل. فالأمم اليوم تتنافس بصورة غير عادية، في قدرتها على تخريج أجيال بحجم طموحات الدولة سواء على مستوى حفظ المكتسبات أو تطوير البلاد.
إن حصائل المستقبل تتوقف على برامجنا الآن، والأمة الإسلامية بحاجة إلى أن تتلقن هذا الدرس، باعتبارها الرجاء لإنقاذ الأجيال من موجات الفساد والدمار والاضطراب النفسي، والتربوي، والاجتماعي. وكذلك من أجل بناء جيل يحب المعرفة من كل قلبه وبلا حدود.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع