من كلام الشهيد القائد إبراهيم عقيل
لنفترض أنّنا خسرنا معركةً ما جغرافيّاً، ولم نعد نتواجد على الحدود، فهل يسقط عنّا واجب إزالة "إسرائيل" من الوجود؟ أعوذ بالله، على العكس تماماً، بل إنّ الفرص التي هيّأها الله تعالى لنا، يقيناً فيها الخير، يقيناً كلّه خير.
نحن أدّينا تكليفنا الشرعيّ عندما شاركنا في المعركة. وإن عاد التاريخ، سنكرّر ما قمنا به، لأنّ واجبنا القيام بذلك. لا يجوز لنا رؤية الإسرائيليّ يقتل ثلاثين ألفاً، وما زال حتّى الآن يمارس فعل القتل، ونقف نحن في مقام المتفرّج.
هذا الوضع الذي نتّجه نحوه، هو تحوّلٌ ضخمٌ في المنطقة، بحيث لا تستطيع أمريكا من خلاله رسم استراتيجيّة نصر، أو تحديد شكل المنطقة خلال سنة أو سنتين، لأنّ المنطقة في قلب المخاض، وثمّة شيء قيد الرسم يحتاج إلى وقت لتتّضح معالمه. تماماً كما أنّنا لا نستطيع تحديد لون عينيّ الطفل وملامح وجهه قبل أن يولد، ويبقى كشف ذلك إلى حين ولادته، وكذلك ليس بسهولة فتح كتاب ورؤية محتواه ثمّ إغلاقه، بل ثمّة شيءٌ يتمّ إنشاؤه.
ولأنّنّا جميعاً وكلّ حزب الله في هذا المخاض، فإنّنا أمام ثلاثة خيارات: إمّا أن نسمح للتاريخ باجتيازنا دهساً وسحقاً -لا سمح الله-، وإمّا سنُستبدل كما جاء في القرآن الكريم: ﴿وإن تتولّوا يستبدل قوماً غيركم﴾ (سورة محمد: 38)، والعياذ بالله، وإمّا أن نتحمّل المسؤوليّة ونقوم بتغيير التاريخ، بإذن الله، عن طريق هذه القوّات. من هنا، ينبغي إمداد المقاوم بالمعلومات الدقيقة؛ فلا أقول له، مثلاً، إنّ الجيش الإسرائيليّ مهزوم، وأمدّه بمعنويّاتٍ فارغة، ليتفاجأ بعد ذلك بخمسين أو ستّين غارة تدمّر كلّ ما حوله، فيكتشف عندها أنّني كنت أخدعه بالمعطيات التي قدّمتها له. كما لا يصحّ إخافته أو زرع الشكّ والقلق في نفسه. المطلوب هو الحلّ الوسط الذي يجب العمل به للاستعداد لما هو أصعب. أمّا بالنسبة إلينا، فنحن ننظر باطمئنان إلى ما هو آتٍ، فهذا ما وعدنا الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وصدق الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.