نهى عبد الله
حانت ساعة اللقاء. وقف أمام باب السيّد الجليل يراجع تقريره ويتأكّد من لياقة مظهره. تنفّس الصعداء وطرق الباب. دخل وألقى التحيّة ووقف في مكانه المعتاد بانضباط، وأخذ يقرأ تقريره بهدوء، لكنّ رنّةً خفيفةً صدرت من هاتفه في جيبه لتنبهه إلى رسالة وصلت للتوّ. وبخفّة دسّ يده في جيبه وأخرج الهاتف وأخذ يمرّر الرسائل التي لم يرها بعد، فيما كان يتابع حديثه «لبراعته» في عمله، ولم يتوقّف لحظةً، لكنّ رسالةً أخرى شدّت انتباهه، ثمّ قاطعه إعلانٌ سريع من منصّة ما. نجحت الرسائل والإعلانات وإشعارات «الخبر العاجل» في أن تُبقي عينيه على شاشة هاتفه في محضر سيّده الذي كان يراقبه صامتاً بصبر طيلة اللقاء، وبخفّة أخرى أنهى بيانه وطلب الإذن بالانصراف ونظره مثبتٌ على هاتفه. أهدر اللقاء دون أن يلحظ ردّ فعل سيّده وكيف نظر إليه وهو يخرج! ولا يدري إن كان سيسمح له بأن يلقاه ثانيةً!
هل لنا أن نتصوّر المشهد ولنا موعدٌ يوميٌّ يتكرّر 5 مرّات على الأقلّ مع «العزيز الجليل»؟
غالباً ما نسمح لرنّة الحياة أن تطرق مسامعنا في حضوره؛ لتشدّ قلوبنا وانتباهنا نحوها في لقاء لا يتجاوز الدقائق، ثمّ نخرج دون أن نعرف كم أسأنا التصرف بخفّةٍ إلى مقامه عزّ وجلّ.
ربّما علينا أن نتعلّم كيف نُبقي ذاك الهاتف المشاغب صامتاً؛ تأدّباً في موعد خاصّ مع «الجليل»!
النبطية
هشام عياش
2024-05-29 19:31:15
يوجد من الفلسفة الإسلامية الكثير ، ويوجد موعظة ناعمة ولكن من يتجاهلها يخسر آخرته ، ويوجد تنبيه كبير و نصيحة للابتعاد عن مغريات الدنيا ، يوجد بصميم النص اياك والتنصل من موعد مِن مّن يأتيك بالخير الأمان في دينك و دنياك.
النبطبة عربصاليم
حسين خليفة
2024-06-14 07:55:29
هذا المقال قد اثر في تصرفي. ما اصعب ان يكون الانسان في محضر ربه وهو مشغول عنه