من توقيع للإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف:
"بسم الله الرحمن الرحيم، عافانا الله وإيّاكم من الفتن، ووهب لنا ولكم روح اليقين، وأجارنا وإيّاكم من سوء المنقلب، إنّه أنهي إليّ ارتياب جماعة منكم في الدين (...). يا هؤلاء ما لكم في الريب تتردّدون (...)؟ أوَما علمتم ما جاءت به الآثار ممّا يكون ويحدث في أئمّتكم على الماضين والباقين منهم السلام؟ أوَما رأيتم كيف جعل الله لكم معاقل تأوون إليها، وأعلاماً تهتدون بها من لدن آدم إلى أن ظهر الماضي صلى الله عليه وآله وسلم (...)، فلمّا قبضه الله إليه ظننتم أنّ الله أبطل دينه، وقطع السبب بينه وبين خلقه، كلا، ما كان ذلك ولا يكون، حتّى تقوم الساعة ويظهر أمر الله وهم كارهون. وإنّ الماضي صلى الله عليه وآله وسلم مضى سعيداً فقيداً على منهاج آبائه عليهم السلام حذو النعل بالنعل، وفينا وصيّته وعلمه (...)، ولا ينازعنا موضعه إلّا ظالم آثم (...)، ولولا أنّ أمر الله لا يُغلب، وسرّه لا يظهر ولا يعلن، لظهر لكم من حقّنا ما تبهر منه عقولكم، ويزيل شكوكم، لكنّه ما شاء الله كان، ولكلّ أجل كتاب. فاتّقوا الله، وسلّموا لنا، وردّوا الأمر إلينا (...)، واجعلوا قصدكم إلينا بالمودّة على السنّة الواضحة، فقد نصحت لكم، والله شاهد عليّ وعليكم، ولولا ما عندنا من محبّة صلاحكم ورحمتكم، والإشفاق عليكم، لكنّا عن مخاطبتكم في شغل ممّا قد امتحنّا من منازعة الظالم العتلّ (...)، الجاحد حقّ من افترض الله طاعته، الظالم الغاصب. وفي ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله لي أسوة حسنة، وسيردي الجاهل رداء عمله، وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار.
عصمنا الله وإيّاكم من المهالك والأسواء، والآفات والعاهات كلّها برحمته فإنّه وليّ ذلك"(1).
1.بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 53، ص 178-179.