ينقل الشيخ جواد الملكيّ التبريزيّ رحمه الله: «أنّ أحدهم كان لمدّة ثلاثين سنة، يصلّي في الصفّ الأوّل، في صلاة الجمعة. وبعد ثلاثين سنة، لم يستطع ذات يوم أن يصل إلى الصفّ الأوّل، فوقف في الصفّ الثاني، وإذا به يحسّ بالخجل حيث إنّ الناس يرونه في الصفّ الثاني، فتنبّه أنّ صلاته خلال هذه المدّة الطويلة، أمام الناس، وفي الصفّ الأوّل، كانت مشوبةً بالرياء، فقضى صلاة هذه المدّة كلّها»!
ويضيف الشيخ التبريزيّ رحمه الله: «وانظر يا أخي إلى هذا المؤمن، وتأمّل في رتبته من المجاهدة، كيف لم تَفُتْهُ صلاة الجماعة والصفّ الأوّل في هذه المدّة الطويلة ولم يتصدّ للإمامة! وانظر لقضائه صلوات ثلاثين سنة بسبب هذه الشائبة، وتفطّن من ذلك إلى عظمة الأمر وشدّة اهتمام السلف في الإخلاص والمجاهدة»(1).
1.سيماء الصالحين، ص 90.