مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

آخر الكلام: نعمة الله تحفظنا


نهى عبد الله


انتهت الفرصة وصعد التلاميذ إلى صفوفهم، لكنّ فتاةً في عمر العاشرة، انشغلت لدقائق وهي تجمع بقايا طعام التلاميذ وتضعه في كيس قماشيّ تحمله، كان منظراً غير مألوف، لفت إحدى المعلمات، شعرت بشفقة؛ فالفتاة جائعة ربّما، لكنّها تجمع كلّ شيء، ربما تجمع شيئاً يسدّ رمق عائلتها أيضاً، هل وصلنا إلى هذا الحدّ من الفقر؟! ظلّت المعلّمة تراقب الفتاة، التي أنهت عملها، نفضت يديها، واتّجهت إلى المغاسل وغسلتهما، ثمّ حملت كيسها. عندها، لمحت المعلّمة واقفةً أمام الباب، لم تهتمّ وتابعت سيرها. استوقفتها المعلّمة وهي تفكّر في وسيلة لتساعدها بها، فسألتها عن سبب تأخّرها عن الحصّة، فأخبرتها الفتاة أنّها استأذنت من الناظرة؛ لتقوم بعمل يستغرق دقائق بسيطة؛ لكي لا تجوع وأهلها، وهرعت تركض بهمّة ونشاط. لم تلاحظ المعلّمة على ملامح الفتاة أيّ علامات للبؤس والحزن، بل كانت سعيدةً!

توجّهت الفتاة إلى حديقة المدرسة، كانت مساحةً صغيرةً وجميلة. عندما وصلت إلى جانب شجرة، دنت من جذعها ووضعت الكيس مفتوحاً بشكل مرتّب، وبينما تنصرف، إذ وجدت المعلّمة خلفها، أومأت لها بحركة صغيرة بيدها عن الكيس، فتبيّن أنّ الفتاة ترث من جدّاتها عادةً غريبة، وهي جمع الطعام وتقديمه للطيور؛ لكي لا يتلف، قالت: "لأمّي جدّة كبيرة، قصّت عليها قصص المجاعة التي اجتاحت لبنان قديماً، وكيف أكل الجراد مؤن الناس وغلّاتهم، وأنّ أعداءً حاصروهم ومنعوا عنهم الطعام، مات كثيرون جوعاً، لكنّ عائلة جدّتي لم تجع، بل ساعدت جيرانها أيضاً بقليل الطعام، والسبب بسيطٌ للغاية؛ هم أُناسٌ لم يسرفوا وهم في رخاء، ولم يرموا لقمةً يمكن أن تسدّ جوع طير أو قطّة. فنعمة الله تُحفظ دائماً؛ لتحفظنا في كلّ حال".

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع

صور الحرش

ياسمين

2023-04-20 23:07:31

كلام راق وجميل ومعناه في مضمونه