مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

آخر الكلام: صاحب الخال

نهى عبد الله


ذات ليلة قمراء: حينما أنهى صلاته، تسلّلت إلى حجرته هالة نور بهيّة، ارتاحت نفسه، فالحرس في هذا الوقت يُغشى على أبصارهم فلا يُبصرون. طافت حوله تلك الهالة، مدّ كلتا كفّيه عبرها ليحتضن بهما وجهَ طفلٍ لم يتجاوز الخامسة، أكثر بهاءً من البدر، يحمل شيئاً من ملامح والده، وكثيراً من ملامح جدّه الأكبر، عيناه تدركان الأفق بعمقهما وفراستهما، ابتسم لوالده ليظهر خاله على خدّه الأيمن أكثر وضوحاً.

يعلم صاحب الخال أنّ تلك اللحظة نفيسةٌ بينهما، من بين لحظات ستنتهي سريعاً، وأنّ علاقتهما لا تُحتسب بالزمن القليل المُتاح. بادره الوالد الشاب بآخر وصاياه، كان يحدّثه ويُعلّمه ممّا أوتي علماً، وهو يتأمّل سرّ الله، وأمل البشر، وصانع العدل... أمسك بيديّ طفله الطريتين، اللتين ستمسكان بمقاليد الأمور ومفاتيح الزمان... وأخذ يدعو له: "اللّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ كُلِّ باغٍ وَطاغٍ، وَمِنْ شَرِّ جَمِيعِ خَلْقِكَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ، وَاحْرُسْهُ وَامْنَعْهُ مِنْ أَنْ يُوصَلَ إِلَيْهِ بِسُوءٍ، وَاحْفَظْ فِيهِ رَسُولُكَ وَآلَ رَسُولَكَ وَأَظْهِرْ بِهِ العَدْلَ وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ(... ) واجْعَلْنِي اللّهُمَّ مِنْ أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ"(1).

ذات مساء: حينما يُتمّ صلاته بين الركن والمقام، سيتسلّل نوره إلى قلوب منتظريه، يحيط به الخُلّص وينتظرون أمره. يرفع رايته، يُسند ظهره إلى ركن إسماعيل، ويُقبل بوجهه على الناس، ويقول: "أنا بقية الله، وحجّته وخليفته عليكم..". يومها يبدأ صاحب الخال مسيراً، لم تعرف الأرض مثله. يقولون: معه تبدأ القيامة الأولى.

ذات يوم: أفضى إلينا بوصيّة: "وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإنّ ذلك فرجكم".

1- السيد ابن طاووس، جمال الأسبوع، ص 301.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع