ديما جمعة
هل سبق أن شعرتَ بالوحدة لأيّ سبب من الأسباب؟ وهل جعلتك الوحدة تشعر بالإحباط؟ إذاً، كيف السبيل إلى التخفيف من عبء هذا الشعور؟
لعلّ الوحدة أصعب إحساس يمكن أن يشعر به الإنسان، ولكنّها لا تعني أن تكون في عزلةٍ عن الآخرين؛ فأحياناً تكون محاطاً بعشرات الأشخاص وتجلس في مكانٍ رحبٍ، ولكنّك تشعر بالوحدة، وتخفي وراء ابتسامتك الباهتة الكثير من الضعف والأسى.
وأحياناً كثيرة يكبّلك الإحساس بالوحدة ويمنعك من الانطلاق؛ فترفض الخروج برفقة الأصحاب، وتفضّل أن تبقى في غرفتك وحيداً؛ لأنّك تشعر أنّ إحساسك بالوحدة ينطلق من داخلك، وهو أقوى من أن تتخطّاه بالأحاديث والنزهات. ولكن، قد تحصل الوحدة الحقيقيّة عندما تكون غريباً عن نفسك، غير متصالحٍ معها. فحين تكون متصالحاً مع نفسك، ستشعر ببعض الرضى، وسوف تستمتع بالتسوّق، والدراسة، والخروج وحدك.
ولكن، هل تعرف متى لن تشعر بالوحدة أبداً، وستكون مفعماً بالأمان حتّى لو قبعت في سجن انفراديّ؟
لعلّ الخطوة الأساس هي في معرفة الذات؛ أي أنّك الخاضع والمحتاج والمفتقر إلى الله، وأنّ ما أنت فيه إنّما فيه حكمة قد لا تدركها، وهذا حتماً سيقودك إلى ذاك الدرب الأوسع: إلى استحضار الله في مواقفك جميعها! لا تحزن إذا ابتعد عنك الناس. فتذكّر أنّ الله معك وأنّه يسمعك. توسّل إليه، وسيمنحك جناحين تحلّق بهما حيث أسراب من الأرواح الشبيهة بروحك، وستعرف حينها أنّ الوحدة مجرّد إحساس يشعر به الضعفاء؛ لأنّ القوّة تنطلق من نفسك ومن الإيمان بالله، ولن يمنحك إيّاها أحد سواه.
ولا تنسَ أن تذكر الله حتّى حين تكون محاطاً بالناس. استحضره في تلك الجلسات بتسبيحةٍ سريعة، أو تمتمة استغفار، أو شكر على نعمة الجلسة الحلوة.
اعرف نفسك، تعرف ربّك، وحينها، ستحلّق روحك عالياً إلى حيث تنتمي!