الشعوب متشتتة فمنهم من يدّعي العروبة ومنهم من يدعي الفارسية أو التركية أمام الإسلام، حتى الألوان المختلفة (أصبحت دلائل التمييز العنصري) فهذا أبيض وذاك أسود والآخر أصفر... كل هذه الأمور تدعو إلى التفرقة، وقد أثارتها القوى الكبرى والشياطين الكبار ليفرّقوا بين الشعوب والأمم، وفي الطريق المقابل، نرى الإسلام يستند على الأخوة بتعابير مختلفة.. "إنما المؤمنون إخوة" نستفيد منها أن لا شأن للمؤمنين سوى الأخوة، أي أن كل شيء لهم يتخلص في الإخاء. ولقد لاحظت القوى الكبرى أن هذه الكلمة والكلمات المماثلة الأُخرى في القرآن الكريم لو تحققت، لما استطاعوا التدخل في هذه الأقطار.
لاحظوا المعجزة التي أوجدها الشعب الإيراني خلال السنوات الأخيرة، بتأييد من الله تبارك وتعالى، حيث ثار بجماهيره المليونية وبطبقاته المختلفة من رجال الدين إلى الجامعيين وإلى جميع أبناء الشعب. ما هذا الإعجاز الذي حصل من جرّاء الأخوة في بيئة صغيرة مثل إيران مع نسمة قليلة أمام الجماعات الأُخرى؟ إن هذا الإعجاز لم يكن إلاّ بسبب تلك الوحدة والأخوة التي وجدت في إيران فخلقت ذلك التحول العظيم الذي وحّد بين جميع أبناء الشعب: السنة والشيعة والجامعي ورجل الدين والأتراك والعرب والفرس.
لاحظوا ماذا عملت هذه الوحدة في مجتمع محدود وبلد صغير، مع القوى الكبرى؟ ليست صدفة أن تقوم جميع وسائل الإعلام تقريباً في الدول الكبرى وبعض الدول الأخرى لتشويه سمعة إيران في نظر المسلمين. إن الدعايات المغرضة في أنحاء العالم مصوَّبة نحو إيران.
لماذا تعرضت إيران لهذا الهجوم الإعلامي المكثف وللاعتداءات الأُخرى؟ لم يكن سبب ذلك إلاّ تحقق معنى الأخوة في صورة واسعة جداً، ولقد وجدوا أن هذه الوحدة التي وجدت في إيران وذهب شعاعها إلى سائر بلاد المسلمين، إنها خطر كبير يهدم جميع مصالح القوى الكبرى ويقضي عليها.
لو لا هذا الخوف من أن الأخوة تسري إلى سائر الأقطار، ولو كانت إيران على حدة، منفصلة تماماً عن البلدان الأُخرى ولم تتحقق الأخوة بين إيران والآخرين، فلربما كانوا يقللون من هجومهم. فلو وجدت هذه الوحدة - إن شاء الله - في الأقطار الأُخرى فإن أيدي القوى الكبرى تنقطع من الوصول إلى ذخائر المسلمين بل وتنقطع عن جميع المستضعفين في العالم بإذن الله.