نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

 مصباح الولاية: الدين والحبّ

 


تلعب المحبة في الإسلام دوراً خطيراً وفاعلاً في تكوين الشخصية الإسلامية وفي جعل الانسان مسلماً حقيقياً كما أراده الله تعالى.
ولا غرابة إذا ما قلنا أن دين الاسلام قائم على الحب والمحبة، وأنها – أي المحبة – تختصر جميع التعاليم والمبادئ الاسلامية.
فقد أكّد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والعترة الطاهرة من أهل بيته عليهم السلام عليها مراراً وتكراراً، وأشاروا إلى دورها العظيم في أكثر من موقف، معتبرين إياها المجسدة لحقيقة الدين، فقد جاء عن الامام الصادق عليه السلام قوله حينما سئل عن لاحب والبغض أمِن الإيمان هو؟: "وهل الايمان إلاّ الحب والبغض" وفي حديث آخر له يقول عليه السلام: "وهل الدين إلاّ الحب"؟
فالحب إذن كلمة مرادفة للدين، وبدونه لا قيمة ولا أساس له.

ولكن عن أي حب نتكلم؟ أنه الحب في الله تعالى. إذ اعتبر الحب في الله من أفضل الأعمال، ومن أوثق عرى الاسلام فقد جاء عن رسول الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم: "أوثق على الإسلام ان تحب في الله وتبغض في الله"، حيث أن الحب والبغض في الله سبحانه يحددان الهوية الانسانية، والمسير الذي ينبغي أن يسير عليه الانسان المسلم، والطريقة التي يجب أن يحيها عليها.

ومن هنا فعليه أن يوالي أولياء الله سبحانه ويعادي أعداءه، ويجسد هذا الحب وهذه العداوة تجسيداً واقعياً في حياته اليومية، وإلاّ ما كان لصلاته ولا لعبادته أي معنى. عن الامام الجواد عليه السلام قوله: "اوحى الله إلى بعض الأنبياء: أمّا زهدك في الدنيا فتعجُّلك الراحة، وأمّا انقطاعك إليّ فيعزِّرك بي، ولكن هل عاديت لي عدواً أو واليت لي ولياً؟!

وهكذا فقد حدّد لنا أهل البيت عليهم السلام أداة اختبار لأنفسنا لمعرفة هل هي من أهل الله سبحانه أم من أهل الكفر، ألا وهي القلب، فجاء عن الامام الباقر عليه السلام: "إذا أردت أن تعلم أن فيك خيراً فانظر إلى قلبك، فإن كان يحب أهل طاعة الله عز وجل، ويبغض أهل معصيته، ففيك خيرٌ والله يحبك، وإذا كان يبغض أهل طاعة الله ويحب أهل معصيته، فليس فيك خير والله يبغضك، والمرء مع من أحب".

وعلى ضوء ما تقدم تتجلى أمامنا بشكل واضح وجلي أهمية الموالاة لأهل طاعة الله عز وجل، ويأتي على رأسهم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة والوحي، الذين قُرن حبهم بحب الله سبحانه، وجعل أتباعهم سبيلاً موصلاً إلى رضوان الله سبحانه، "قال تعالى:  ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ (آل عمران 31).

وقد جُعلت مودتهم عليهم السلام أجراً للرسول صلى الله عليه وآله وسلم على تبيلغ الرسالة الاسلامية مع العلم أن الأنبياء السابقين عليه لم يطلبوا أجوراً، وذلك يعود إلى الفائدة الكبرى والخير العميم الذي كان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يهدف لانتفاع الأمة منه جرَّاء اتباعها لتعاليم أهل البيت عليهم السلام ومودتهم والاقتداء بهم، لما يمثلونه من صلة وصل بين الله تعالى وعباده فمن "أراد الله سبحانه بدأ بكم ومن وحّده قبل عنكم ومن قصده توجه بكم" (الزيارة الجامعة) وهذا تماماً ما أشارت إليه الآية الكريمة:  ﴿قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَن شَاء أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا ﴾ (الفرقان 57).
فالأئمة عليهم السلام هم أهل الرشاد ومنارة الهدى وسفينة النجاة التي من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق وهوى، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله: "من أحب أني ركب سفينة النجاة، ويستمسك بالعروة الوثقى، ويعتصم بحبل الله الميتن، فليوالِ علياً بعدي، وليعادِ عدوه، وليأتمّ الأئمة الهداة من ولده".

ومحبتهم خلاصة الايمان، حيث جاء عنه صلى الله عليه وآله وسلم ايضاً قوله: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه، وأهلي أحب إليه من أهله، وعترتي أحب إليه من عترته، وذريتي أحبّ إليه من ذريته".
وبغضهم كفر ونفاق، وهذا ما أشار إليه حديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حينما قال: "ألا فلو أن الرجل من أمتي عَبَدَ الله عز وجل عمره ايام الدنيا ثم لقي الله عز وجل مبغضاً لأهل بيتي وشيعتي ما فرّج الله صدره إلاّ عن النفاق".
اللهم ارزقنا محبة أهل بيت نبيك واتباعهم وصلِّ على محمد وآله.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع