مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

قصص عن الإمام الخميني" نور... وفراشة... وبيت صغير



* نور الجنة
كان الطقس بارداً، والرياح تهزُّ باب الحجرة الخشبي، فيحدث صريراً يقلق هدوء الليل..
تراكمت حبَّات الثلج على جنبات الحديقة وعلى حافة النافذة.. كان الامام يطالع داخل الغرفة لساعاتٍ تحت نور الفانوس الخفيف.
ترك مكانه وإتجه للخارج.. قام بعدة حركات رياضاية عله يرتاح قليلاً من التعب.. حين خطا داخل الحديقة لفتحه موجاتٌ من الصقيع على وجهه..
كان نور الفانوس ينعكس على صفحة الثلج، فينبعث ألواناً رائعة الضياء...
ذهب الامام تجاه البركة الراكدة تحت شجرة التوت الهرمة... رفع ثيابه عن ساعديه .. كسر طبقة الجليد الذي شكلها الصقيع على سطح الماء.. توجه بدعاءٍ صغير وتوضأ.. ثم عاد إلى غرفته بعد أن نظر برهةً إلى السماء الملبدة بالغيوم.. كان الإمام يحب سكون الليل وهدوءه.. كان الصمت يلف أنحاء المدرسةِ كلها..
كان ليلٌ وسكون وثلج... كان وجه الامام يتألق بهدوء وحنان.. خفض رأسه توجَّه إلى القبلة... وصلى صلاة الليل... تبللت وجنتاه بالدموع.. وعلى سجدةِ الصلاة كان يُسمَع صوتُ بكائه..
في تلك الليلة نسجت أنوار الجنة منزلاً لها في غرفة الامام..

* الفراشة الصغيرة
تسلَّلت أشعةُ ا لشمس من النافذة وبعثت الدفء داخل غرفةِ الامام الصغيرة.. حيث إجتمع كلٌ من آيةِ الله خامنئي، حجة الاسلام رفسنجاني، قائد الحرس وقائد الجيش..
كان الجميع جالساً على الأرض جنباً لجنب يتداولون أمور الحرب، الامام كان جالساً على كرسي وعلى رأسه قبعةً بيضاء صغيرة، يستمع بدقةٍ فائقة للحديث الدائر بين الحاضرين..
نظر الامام إلى الساعة المعلقة على الحائط.. القائد الذي كان منهمكاً في شرح أمر ما توقف فجأة عن الكلام حين رأى الامام ينهيض ويتّجه نحو باب الغرفة.. تعجَّب الجميع.. ونظروا إلى بعضهم البضع.. سأل الشيخ رفسنجاني مضطرباً: "سيدي هل تعبت"؟ أجاب الإمام بمحبةٍ: كلا، لقد حان وقت الصلاة.
سأل أحد الحاضرين بأدب: هل تسمح بالصلاةِ معك؟
قال الامام وهو يشمِّر أكمامه البيضاء للوضوء: لا مانع..
كانت شمس الظهيرة اللطيفة تسطع على وجه الامام..
وفراشةٌ صغيرة جميلة تنتقل بخفةٍ بين أزهار الحديقة.
بعد الوضوء.. إنقشعت غيوم الصمت أمام صوت الامام، الله أكبر..

* البيت الصغير
في ذلك الصيف، سافر الامام، وعددٌ م أصحابه إلى مدينة مشهد... استأجروا لهم منزلاً صغيراً..
حين يصبح الهواءُ لطيفاً وبارداً، كانوا يذهبوة لزيارة الحرم، كان الشوق يغمرهم..
كانوا يقرأون الزيارة، يذرفون الدموع... ويقيمون الصلاة.. لكن الإمام كان يختصر وينطلق عائداً إلى البيت..
يحضِّر الشاي، يرتب المنزل، ويفرش بساطاً ويجلس بانتظار رفاقه..
مرّت لحظات، ها هم يعودون جميعاً.. تعجبوا كثيراً.. فقال أحدهم: نحن لسنا راضين عما تفعله لأجلنا، تختصر الزيارة والدعاء وتعود سريعاً للبيت لتفعل هذا..
ابتسم الإمام والتفت لصديقه قائلاً بهدوء واطمئنان: "إني أعلم أن ثواب هذا العمل ليس بأقل من الزيارة والدعاء..
كانت نظرات الأصدقاء لا تزال موجهةً صوب الإمام تسمع صوته الشبيه بحفيف الأوراق، تتلاعب بها النسمات..

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع