حسن نعيم
إذا ادلهمَّ الخَطبُ وازدحمت النوَب، أنده في أودية اللانهاية يا علي... يا علي والصوت نشيجٌ تقطّعه الكُرب في ليل القوافل الضائعة والركبان التائهة واختلاط الأوامر بالنواهي فلا من يُصغي لنوتي الركب ولا حدا، شجياً ولا خبب.
على حصيرك كتاب وسيفٌ وطراريح مشدودة بخيطان القنب والسراج الشحيح إنه لبيت المسلمين لا يضاء إلاَّ لمعالجة شؤونهم فلا نورٌ لزعامات القوم ولا زعلٌ ولا عتب.
... ويستئذنك هؤلاء الحكام والمسؤولون دخول الدار أي دار، الدار أنت فرشتها بالسجود مع كل شهقة فجر وبالفداء من هلهلة الصبح إلى هدأة المساء أي دار - الدار أنت بابها العالي على مفارق الزمن، والعمر في قضائك ديمةٌ والوقت قطار، ملأت حقائبه بجنى الأعمال فرفرفت الروح تتقلَّب في منازعها حتى تخففت من قبضة الجسد وهي تتمتم.
آهٍ آهٍ من قلة الزاد وبعد السفر.