نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

الإفتتاحية: أين نحن من نهج البلاغة؟


يتوق العالم اليوم ـ أكثر من أي وقت مضى ـ إلى حياة حرة وكريمة يسودها الشعور بالأمن والسعادة ويغمرها الثقة بالمستقبل.
وإن نظرة عابرة إلى واقع المجتمع البشري فأنماطه المختلفة وحضاراته وثقافاته المتنوعة تظهر فداحة التردي الذي وصلت إليه الحياة الاجتماعية في مناطق العالم كافة، حيث التفكك والتشرذم، والتفلت والانحلال، والقلق والضياع، ومظاهر الضعف والخواء تستشري في كل حدب وصوب.

أمام هذا الواقع العالمي المؤلم، وطبعاً لا نستثني منه واقع عالمنا الإسلامي، باتت الحاجة ملحة إلى ثورة كبرى تؤسس لمرتكزات حقيقية ودعائم متينة يقوم عليها نظام اجتماعي متكامل يلبي طموحات الإنسان وآماله في الحياة.
وإذا كان ضياع الآخرين مبرراً، فإن ما يقضي المرء منه عجباً ويعصر قلبه ألماً هو ما آل إليه واقع المسلمين في العالم كأمة، وواقع الإنسان المسلم في مجتمعه الإسلامي كإنسان. إذ كيف لأمة ظهر فيها خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم وسيد الأوصياء والعارفين علي (عليه السلام) ونزل فيها كتاب إليه كالقرآن الكريم وكتاب إنسي كنهج البلاغة أن تصل إلى ما هي عليه اليوم، ويكون حالها هو هذا الحال. فأين نحن من القرآن الكريم؟ ثم أين نحن من نهج البلاغة؟

نهج البلاغة.. هذا الكتاب الذي أفاض به رجل عظيم وشخصية فذّة لم يسبقها في كمال الفضل وذروة الشرف سوى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، إنسان هو كمظهر العدالة كلها وأعجوبة العالم، وليس له في العالم منذ بدئه وإلى الأبد قرين بالفضل سوى الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم (الإمام الخميني (قدَّس سره))، فكم هو حرصنا على الارتباط بهذا العظيم؟ وكم هو حرصنا على الاستفادة من أصره النفيس هذا؟

إن أعظم ظلم لحق بنهج البلاغة أن اهتمامنا به ـ إن وُجد اقتصر على عذوبة اللفظ وجمالية التركيب وروعة البيان ـ سحرتنا بلاغته فذهلنا عن روحه ومحتواه، هذا المحتوى الذي يمثّل نظاماً كاملاً شاملاً لمختلف ميادين حياة البشر في السياسة والحرب والاقتصاد والاجتماع وإدارة أمور الحكم ومستوعباً لأبعاد وجود الإنسان كافة في الظاهر والباطن وفي الفكر والعقيدة والتربية والعبادة وسائر الشؤون. ولم لا؟ أوليس "الكلام بضعة المتكلم"؟ وهل المتكلم هنا غير الإمام الهمام والعبد المتحرر من كل القيود والأغلال والواصل إلى منتهى الكمال؟! لله درك أيها الخميني المقدس، حيث قلت في وصيتك الخالدة:
"نحن نفخر بأن نهج البلاغة من فيض إمامنا المعصوم (عليه السلام)، وهو بعد القرآن الكريم، أعظم دستور للحياة بشؤونها المادية والمعنوية، وأسمى كتاب لتحرير الإنسان، وإن تعاليمه في التربية المعنوية وإدارة أمور الحكم هي أنجع سبيل للخلاص".

فإلى متى تبقى هذه اللآلئ الثمينة والجواهر النفيسة دفينة في أصفاد اللفظ ومطاوي الإهمال؟

إنها دعوة ملؤها الحرقة والإخلاص لكل العلماء والمفكرين المخلصين أن يشمروا عن ساعد الهمة ويسبروا غور هذا البحر العميق وكلنا ثقة أنهم على قدر المسؤولية.
والسلام


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع