مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مناسبات العدد

 


* 15 شهر رمضان المبارك عام 3هـ: ولادة الإمام الحسن المجتبى عليه السلام

لقد وسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبطه الإمام الحسن عليه السلام بسمات تضنّ في غيره عليه السلام، منها أنّه:

-خير أهل الأرض شرفاً ونسباً: فعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "أيّها الناس، ألا أخبركم بخير الناس جدّاً وجدّة؟ قالوا: بلى، يا رسول الله، قال: الحسن والحسين جدّهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجدّتهما خديجة بنت خويلد. ألا أخبركم -أيّها الناس- بخير الناس أباً وأمّاً؟ قالوا: بلى، يا رسول الله، قال: الحسن والحسين أبوهما عليّ بن أبي طالب، وأمّهما فاطمة بنت محمّد صلى الله عليه وآله وسلم"(1).

- سيّد شباب أهل الجنّة: عن الحسن بن زياد العطّار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: "قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة، أسيّدة نساء عالمها؟ قال عليه السلام: ذاك مريم وفاطمة سيّدة نساء أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين"، فقلت: فقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة؟ قال: هما والله سيّدا شباب أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين"(2).

- أشبه الناس خَلقاً وخُلُقاً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "أشبهت خَلْقي وَخُلُقي"(3).

- مَن أحبَّه دخل الجنّة: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "مَن أحبّ الحسن والحسين أحببته، ومَن أحببته أحبّه الله، ومَن أحبّه الله عزّ وجلّ أدخله الجنّة"(4).

* 17 شهر رمضان المبارك عام 2هـ: غزوة بدر الكبرى
في معركة بدر، كان المشركون قد أصرّوا على القتال لكثرتهم وقلّة المسلمين، ومنهم من خرج كارهاً، فتحدّتهم قريش بالبراز، واقترحت الأكفاء، فمنعهم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وقال: إنّ القوم طلبوا الأكفاء. فأمر عليّاً عليه السلام بأن يبرز إليهم فقط، فبارزه الوليد بن عتبة، فقتله، وقتل العاص بن سعيد بن العاص، بعد أن أحجم عنه الناس؛ لأنّه كان هولاً عظيماً. وبرز إليه الكثير، حتّى برز نوفل بن خويلد، وكان من شياطين قريش.

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: "الْلَّهُمّ اكفني نوفلاً". فلمّا قتله أمير المؤمنين عليه السلام، قال: "أنا قتلته يا رسول الله". فكبّر صلى الله عليه وآله وسلم وقال: "الحمد لله الّذي أجاب دعوتي فيه". ولم يزل يقتل واحداً بعد واحدٍ حتّى قتل نصف قتلى المشركين، أمّا النصف الآخر، اشترك المسلمون وثلاثة آلاف من الملائكة المسوّمين بقتلهم(5).

* 21 شهر رمضان عام 40هـ: شهادة أمير المؤمنين عليه السلام
دخل ضرار بن ضمرة الكنانيّ على معاوية بن أبي سفيان يوماً، فقال له: "يا ضرار، صف لي عليّاً". فقال: "أوَتعفني من ذلك؟" قال: "لا أعفوك [أعفيك]". قال: "أمّا إذ لا بدّ، فإنّه كان -والله- بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلاً، ويحكم عدلاً، يتفجّر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة على لسانه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويأنس بالليل وظلمته. كان -والله- غزير الدمعة، طويل الفكرة، يقلّب كفّه، ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما جشب. كان -والله- معنا كأحدنا، يدنينا إذا أتيناه، ويجيبنا إذا سألناه، وكان مع دنوّه لنا وقربه منّا لا نكلّمه هيبةً له، فإن تبسّم فعن مثل اللؤلؤ النظيم. يعظّم أهل الدين ويحبّ المساكين لا يطمع القويّ في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله. أشهد بالله (إنّي) لرأيتُه في بعض مواقفه، وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، ماثلاً في محرابه، قابضاً على لحيته، يتململ تملمُل السليم، ويبكي بكاء الحزين، وكأنّي أسمعه وهو يقول: يا دنيا، يا دنيا، أبي تعرّضت؟ أم إليّ تشوّقت؟ هيهات هيهات، غرّي غيري، لا حان حينك..."(6).

* 19/21/23 شهر رمضان المبارك: ليالي القدر المباركة
"في شهر رمضان، نوّروا قلوبكم قدر المستطاع بالذّكر الإلهيّ، حتّى تكونوا مستعدّين لدخول حريم ليلة القدر، الليلة الّتي توصل فيها الملائكة الأرضَ بالسّماء، تغمر القلوب بالأنوار، وتملأ أرجاء الحياة بالنّور والفضل واللّطف الإلهيّ. هي ليلة السِّلم والسّلامة المعنويّة ﴿سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾، ليلة شفاء القلوب والأرواح، ليلة الشّفاء من الأسقام الأخلاقيّة، الأسقام المعنويّة، والاجتماعيّة"(7).
الإمام الخامنئيّ دام ظله

* يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان: يوم القدس العالميّ

"إنّ الموقف تُجاه القدس، وتجاه فلسطين والقضيّة الفلسطينيّة والشعب الفلسطينيّ، ليس مسألةً سياسيّة بحتة، وليس مسألة آنيّة أو مرحليّة، وإنّما مسألة عقائديّة وإيمانيّة ودينيّة وإنسانيّة وأخلاقيّة وقانونيّة، هو مسألة حقٍّ مطلق لا يُمكن أن يتغيّر أو يتبدّل بتبدّل الأزمنة والأمكنة"(8).

سماحة السيّد حسن نصر الله (حفظه الله)
 

(1) كشف الغمّة في معرفة الأئمّة، الإربليّ، ج 2، ص 147.
(2) الأمالي، الصدوق، ص 187.
(3) المناقب، ابن شهر آشوب، ج 4، ص 21.
(4) الإرشاد، المفيد، ج 2، ص 28.
(5) كشف اليقين، الحلّيّ، ص 168.
(6) بحار الأنوار، المجلسيّ، ج 33، ص 124.
(7) من كلمة له 26/11/1997م.
(8) من كلمة له (حفظه الله) في ذكرى يوم القدس العالميّ 2021م.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع