مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مصباح الولاية: دعوة الإمام الخميني إلى الإخلاص




أيها العزيز، كن دقيقاً في أعمالك وحاسب نفسك في كل عمل، واستنطقها عن الدافع في الأعمال الخيرة، فما الذي يدفعها إلى السؤال عن مسائل صلاة الليل وعلى ترديد الأذكار؟ هل تريد أن تتفهَّم أحكام صلاة الليل أو تُعلمها قربة إلى الله، أو تريد أن توحي إلى الناس بأنك من أهل صلاة الليل؟ إذا كان ذلك لله، وتريد أن يتأسى به الناس باعتبار أن "الدال على الخير كفاعله" فإن إظهاره حسن ولكن ليكن الإنسان حذراً في المناظرة والجدال مع النفس، وأن لا ينخدع يمكرها، وإظهارها له العمل المرائي بصورة عمل مقدس فإن لم يكن لله، فتركه أولى، ولن يقبل الله المنان عمله، بل يأمر بإلقائه في سجّين، ويجب علينا أن نستعيذ بالله تعالى من شرّ مكائد النفس، ولكننا نعلم إجمالاً إن أعمالنا ليست خالصة لله، وإلا فإذا كنا عباداً لله مخلصين، فلماذا تكون للشيطان علينا هذه السيطرة وبهذا القدر؟ مع أنه أعطى لربِّه عهداً أن ليس له سلطان على عباد الله المخلصين، إذا رأيت أن للشيطان شأناً معك وسيطرة عليك فاعلم أن أعمالك غير خالصة، وأنها ليست لله تعالى.

وإذا كنت مخلصاً فلماذا لا تجري ينابيع الحكمة من قلبك على لسانك مع أنك تعمل أربعين سنة قربة إلى الله حسب تصورك؟ في حين أنه ورد في الحديث الشريف عن الرضا عن ربائه (عليه السلام) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ما خلُص عبدٌ لله عز وجل أربعين صباحاً إلاَّ جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه" إذاً، فاعلم أن أعمالنا غير خالصة لله، ولكننا لا ندري، وههنا الداء الذي لا دواء له!.
ويل لمن يدخل بصلاته وطاعته جهنم، الويل لمن تكون صورة صدقته وزكاته وصلاته أبشع مما يمكن تصوره، أيها المسكين المرائي، أنت مشرك، وأما العاصي فموحد. إن الله يرحم بفضله العاصي أن شاء، لكنه يقول إنه لن يرحم المشرك إذا رحل من الدنيا بدون توبة (إن الله لا يغفر أن يشرك به).
واعلم أن الشهرة بين الناس وهمٌ باطل، إنها ليست بشيء، القوة لله تعالى وهو المؤثر في جميع الموجودات. أكتب على قلبك بمداد العقل - مهما قاسيت في ذلك وعانيت - أن: "لا مؤثر في الوجود إلاَّ الله"!.

أدخل في قلبك بأية وسيلة كانت، التوحيد العملي، وهو أول درجات التوحيد، واجعل قلبك مسلماً، وأختم على قلبك بهذه الكلمة المباركة والختم الشريف "لا إله إلا الله" وأوصله إلى درجة "الاطمئنان".

أطلب من الله الرحيم في كل حين، وخصوصاً في الخلوات، وبتضرع وعجز وتذلل، أن يهديك بنور التوحيد، وأن ينوّر قلبك بباقة غيب التوحيد في الإيمان والعبادة وأن يجعل أعمالك خالصة وأن يهديك إلى طريق الخلوص والولاء، بعد التذكير بهذه المطالب، راقب قلبك وانتبه له، واخضع أعمالك وتعاملك وحركاتك للملاحظة، وفتش في خبايا قلبك، حاسبه حساباً شديداً مثلما يحاسب شخص من أهل الدنيا شريكه واترك كل عمل فيه شبهة الرياء والتعلق ولو كان عملاً شريفاً جداً، لئلاَّ تنتقل من هذا العالم - لا سمح الله - وأنت بهذه الحال السيئة من دون أن يكون لك أمل بالنجاة أبداً، ويكون الحق المتعال غاضباً عليك كما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من تزيَّن للناس بما يُحبّ الله وبارز لله في السرّ بما يكرهُ الله لقي الله وهو عليه غضبان وله ماقت".



 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع