* حديث الدرب
فاطمة مراد ـ بيروت
لو تسألون أجيبكم.. عن ومضة البريق في عيني
كلما مر الحبيب.. بهام يشبه الغيم المنحوت ببعثرة في السماء
كلما مر من هنا
خيطت نفسي من ألوان الفراش.. واحة لفؤاده
وأشعلتها بهجة ليستريح
سفينة أنا.. أنا سفينة
وشراعي حكته من مناديل الوداع..
لموانئ ليس لها هوية
وكم مرة.. كم مرة مزقته الريح ورددته لي، لنا..
باقة زنبق.. وصناديق لؤلؤ
وكم مرة رددته منارات وإعلاماً
ترف فوق رأسي
كتيجان مسحورة
لو تسألون عنه
قنديل زهر في زهرياتي
تلة مرجان
نحّتها بنفسي أنا
كي تثأر لي من قندول المسافات
ومن جحيم الأفاعي
الهادر في أوصالي..
ويضج في ساحي الأنين.. يلهب كل آهاتي
يمزق في أحشائي
واغرق في عمقي
كلما مر...
وتسألون وأجيبكم كلما عبر إنه زادي، ثأري، بلسمي وكل حنيني
مهداة إلى المقاومين في حزب الله، لا سيما المقاوم البطل "هادي السيد حسن"
* تأملات عاشق عند عتبات الرحمن (2/2)
عماد عواضة
ونعود إلى هناك... هناك حيث عرفات.. جمع الشمل.. الوقفة الواحدة.. والكلمة... والصلاة والدعاء.. هذا الجبل.. وهذه الوقفة حيث الإعلان العظيم لوحدة المسلمين وكلمتهم الواحدة الموحدة.. إنه وحده.. ويعودوا جميعاً... ليقولوا للشيطان.. لا.. وليخرجوه من قلوبهم... وليرجموه بحجارتهم.. بجمراتهم.. وليعودوا.. أرواحاً طاهرة.. كما ولدتهم أمهاتهم..
وليعلنوا براءتهم من كل الأفعال الشيطانية... وليعلنوا الموت لكل الأنظمة.. ولكل أدواتها التي تجسد الشيطان الأكبر.. وعلى رأسها.. أمريكا..
ما أجمل اللقاء.. شعوباً من كل الأرجاء.. تلتقي هنا.. لتتعارف.. وتتقاسم أحزانها وآلامها.. وأفراحها.. وقضاياها.. وليذوقوا معاً... طعم الجراح النازفة.. في جسم الأمة...
هنا... حيث لا أسلاك شائكة.. ولا جوازات سفر.. ولا معابر حدود.. ولا جمارك.. ولا أسئلة.
هنا اللقاء في أرض الوحي.. في حضرة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
هنا.. الأرض تحتضن شعوبها.. ويعضون إلى رسول الله هناك..
في المدينة حيث الشكوى من الظالمين والفاجرين والحكام الفاسدين..
وقفت.. وسأبقى أقف.. وأنا أهجر كل ذاتي.. أهجرها.. لأذوب في الجمع المبارك.. وأشعر كم هو الإسلام عظيم.. كم هو الإسلام.. وحدة.. وأمة.. وإن تبدلت اللغات والألوان.
"إنا جعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا".
وقفت.. وفي عينيّ دمعة.. دمعة وأنا أرحل في ذاكرة هذه الأرض.. ورحت أحلم.. وأحلم..
وأقول لقلبي.. أيا قلبُ.. متى الجمع في القدس.. متى الحشود تهجر بلادها وتعود إلى الأقصى.. حيث الصلاة هناك... صلاة العودة.. صلاة خلاص القدس وفلسطين.. كل فلسطين.. شبراً شبراً..
متى نعود.. ويكون هذا الجمع؟ ونحرم إليك... ونتوضأ من بياراتك ومن حزن عينيك..
أنا يا قدس.. أعرف.. بأننا سنعود.. وسنُحرم بأكفاننا.. لنعود إليك شهداء... ونرفع عنكِ الأصفاد والقيود..
اليوم نحرم إلى مكة..
وغداً نحرم إليك.. بالكفن المدمى.. من أجساد المجاهدين.. ليبتسم وجهك.. عند مواسم الهجرة...
والقوافل العائدة... المهاجرة... فوق صهوة السفائن...
والجياد العابرة...
لتعلن الفتح...
ولتعلن النصر...
وإن غداً لِناظِرِه لقريب.
* على العهد أيها الشهداء
عبير دعموش ـ الشياح
مهداة إلى الشهيدين غسان محمد زعتر وأسعد محمد شبشول.
قال الله تعالى في كتابه الحكيم بسم الله الرحمن الرحيم {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون} صدق الله العلي العظيم.
أيها الشهيد
من ظن أنك رحلت والله لم ترحل إنك باقٍ في القلوب.
كيف ترحل وأنت الضمير والوجدان لم ترحل أبداً أبداً.
أيها الحيدري حملت رسالتك، من الصعب أن يحملها أي إنسان أو شخص عادي هي رسالة من حملها نجا ومن تخلَّى عنها هوى.
أيها الحسيني كيف نقرأها وفيها ألف ألف سؤال. فالسلام عليك أيها المقاوم البطل أيها النور في زمن الظلام، أيها الشهداء إنكم أعدتم لنا ثورة كربلاء.
كربلاء إلى طريق جدي الكرار، مبارك لكم هذا العطاء وهذه التضحية.
أيها المقاوم لا نستطيع الصبر ولكن هذه الإرادة يا شهيد الله كانت الدنيا في نظرك سجناً إلى أن اختارك الله شهيداً بين شهداء كربلاء.
فمنّ الله عليك لأنك في أيامك قبل الاستشهاد كانت تبرز على وجهك العلامات الأخيرة وكان وجهك منيراً كضياء القمر مع الأنوار.
أيها الشهداء كنتم تعبرون التلال والوديان وكان صدى أصواتكم يُسمع وأنتم ترددون: الله أكبر.. يا زهراء.. يا مهدي...
أجل أنهم الشهداء في عيونهم يتألق نوراً.
أسعد أيها البطل الحسيني في بريق عينيك نور الشوق إلى لقاء المعشوق.
غسان أيها الفارس الحيدري في ذكراك يحضر عندنا الضوء ويشعل فينا جرحاً.
أسعد، غسان
أسعد هل سألت محمد الهادي عن معنى اليتم.
فيجيبك المحسن جنين فاطمة الزهراء بنت رسول الله.
غسان هل سألت علي رضا عن معنى اليتم.
فيجيبك عبد اللَّه الرضيع طفل الحسين (عليه السلام).
غسان: أسعد هل سألتما الزوجة الصابرة عن معنى الصابر.
فنجيبكما الرباب وليلى زوجة الحسين (عليه السلام).
أسعد: غسان هل سألتما الأخت الحنونة عن معنى الفراق.
فنجيبكما سكينة والحوراء زينب بنت أمير المؤمنين (عليه السلام).
أسعد غسان هل سألتما الأم الصابرة الحنونة الطاهرة عن معنى الثكل.
فنجيبكما أم البنين والزهراء (عليها السلام).
أيها الشهداء
هي ذكرى هذه الشهادة المباركة ليركع الناس أمام هذا العطاء ونتقدم إليكم بخشوع الذي أنارته دروب أبي عبداللَّه الحسين (عليه السلام).
أيا مركبا ها هي بثر كلاَّب تحكي لك قصة غسان.أيا بعلبك ها هي علي الطاهر تحكي لك قصة أسعد.
أيها الشهداء سيأتي الربيع وتتفتح الورود ويحكي لنا قصة الأبطال ويقول علي رضا ومحمد الهادي وكل أبناء الشهداء.
يا ولدي سأثأر لك بدمي.
أيها الشهيد نم قرير العين ها هو محمد الهادي وعلي رضا والأخوة سيكملون هذه الطريق.
أما الأم الطاهرة والزوجة الصابرة والأخت الحنونة إنهم دخلوا في قافلة السائرين.
أيها الشهداء كلنا معكم كلنا علي دربكم خلفكم نمشي.