مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مجتمع: التفسخ الغربي يهدد الحياة العائلية

 


كثيرة هي الأمراض الأخلاقية التي طرأت على المجتمعات الغربية، وأدت إل حدوث تحولات جذرية تتعلق بأصل العلاقة بين الزوج وزوجته وبقية أفراد البيت، وثمة دراسات اجتماعية عديدة عن التغيرات التي حصلت في الغرب منذ القرن التاسع عشر وحتى الآن، أثبتت أن أهم العوامل التي ساهمت في تهديد مستقبل الأسرة والمجتمع في الغرب، يتجلى في ظهور حركات اجتماعية تدعو للانغماس في الحياة الاستهلاكية بوجه عام، بالإضافة إلى عوامل أخرى أثرت على العلاقات الأسرية وعلى تركيبة المجتمع بأسره.

يودع العالم الغربي القرن العشرين ويطل على الألفية الثالثة، بظواهر أخلاقية منحرفة، ناجمة عن انعدام القيم الأخلاقية والدينية وبروز الصفات الحيوانية وخاصة الإباحية الجنسية التي عصفت بأوروبا في نهاية الخمسينات بالإضافة لطغيان القيم المادية وانتشار المخدرات والرذيلة والجريمة.

وتتجه الحياة الاجتماعية في الغرب وجهة مادية بحتة خالية من العاطفة الإنسانية والعلاقات المجتمعية المتماسكة وغارقة في أوحال الكوارث الإباحية التي أضاعت قيمة الإنسان وأذهبت شرفه وعفته وأنزلته إلى درجة أحط من الحيوان، حيث تم الانفلات من كل قيمة. فراجت تجارة الغرائز باسم تحرير المجتمع، وعمت ثقافة العري والخلاعة وممارسة الفحشاء وسط المحارم، واغتصاب الأطفال من قبل ذويهم أصبح ظاهرة يعرفها الجميع، فالأقارب بدءاً بالأم والأب، في مقدمة من يعتدون جنسياً على الأطفال والناشئة، والفساد ينمو ويتناسل فساداً، فمعظم الذين يمارسون البغاء من الناشئة في سن مبكرة سبق وأن تعرضوا للاغتصاب داخل نطاق العائلة على ما تقول غالبية البحوث والتحقيقات. وقد نشرت هيئة التحقيقات الجنائية بألمانيا مؤخراً أن عدد حالات الاعتداء الجنسي التي وصلت إلى مستوى التحقيق فيها، بلغت زهاء 20 ألف حالة عام 1995، وكان المجرمون في 2150 حالة منها على الأقل من الأقارب، وبلغ عدد الضحايا من الإناث 75 بالمئة، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أحد المحققين الألمان ويدعى كولر، قوله أنه لا يمر أسبوع واحد دون أن تضع الشرطة يدها على قيام بعض الأهالي بعرض فتياتهم وفتيانهم من القاصرين والقاصرات للبغاء (في دور الاستراحة على الطرق السريعة). وألمانيا مثال يسري ما فيها على سواها من البلدان الغربية والشرقية على السواء، ويذكر أن متوسط أعمار المومسات هناك بين 15 و17 سنة وأن 70 بالمئة منهن سقطن في الدعارة مع بلوغهن 12 سنة من العمر.

إن هذه الظاهرة المفجعة برزت في الغرب بعد أن اتسع نطاق انتشار المعاشرة دون زواج وخاصة المعاشرة بين أفراد الأسرة الواحدة أو بين الأقرباء، وهي ظاهرة تعكس مدى التشرذم الذي أصاب الأسر الغربية وانتهاك حاجز الحرمة بين أفرادها، أدى إلى ازدياد عدد الذين يعيشون في رعاية أسر غير أسرهم الأصلية.

* مفاسد العالم "المتحضر":
وحال الأسرة في أمريكا لم يعد أقل سوءاً من حال الأسرة في بقية الدول الغربية، بعد أن تم فتح المجال على مصراعيه للحريات الجنسية تحت نفس الشعارات عن حرية المرأة وإن كانت المسألة أكثر وضوحاً في خطورتها، لأن عدد سكان الولايات المتحدة يزيد على المئتين والخمسين مليون نسمة، ومع ذلك فالظاهرة صارت مقلقة إذ أن البيانات الراصدة لها داخل المجتمع تؤكد أن استطلاعات الرأي أظهرت أن 80 بالمئة من الأميركيين يعارضون الإجهاض، ففي بيان لثمانية من أعضاء الكونغرس الأميركي يحذر من هذه الظاهرة، أكد هذا البيان أن عدد الأطفال الذين يقتلون في أمريكا بسبب الإجهاض يصل إلى 150 مليوناً، ويوضح أن إباحة الإجهاض، تعني الاستهانة بحياة الطفل الذي لم يولد بعد، ولحياة الأسرة بشكل عام، حتى صارت الحياة البشرية أقل قيمة بعد أن فقدت احترامها كهبة ثمينة منذ نشأتها.

إن الفوضى الجنسية أدت إلى وقوع حالة اغتصاب كل ستة دقائق في أمريكا ولم يتجاوز سن بعض المغتصبين الثالثة عشرة بينما سن المغتصبة ثمانية أعوام، وأصبحت أكثر من50 بالمئة من الأمهات المراهقات يلدن بغير علاقة زوجية، كما أن الأسر المحطمة يزداد عددها وجرائم الاعتداء على النساء والأطفال تزداد يوماً بعد هذه الظواهر المقلقة، حركت مشاعر واهتمامات قطاعات كبيرة في المجتمع الأميركي، التي نهضت لتأسيس جمعيات لمقاومة هذه الفوضى، مثل جمعية "الأمهات الصغيرات" و"المنظمة الدولية للحق في الحياة" وغيرهما.
تقول السيدة "دالي أولياري" من مؤسسة جمعية "الأمهات الصغيرات" إن منظمات تعليم الجنس نفذت إلى المجتمع بطريقة خبيثة بعد أن أوهموا الناس أنهم يعملون لحماية أبنائهم من الأمراض الجنسية، فسقط الكثيرون في حياتهم، وتبين بعد ذلك أنهم يعلمون الأطفال من عمر 13 سنة، الجنس بكل ممارساته وهو شير يحطّم الأطفال والشباب. وقالت "أولياري" إنها خاضت معركة قاسية حتى تمكنت من سحب ابنتيها من هذه المدارس.
وقال (بيل شيروين) رئيس "المنظمة الدولية للحق في الحياة" أن الساسة الكبار في أمريكا يؤيدون الإجهاض ويدعمون الإباحية وقد ربطوا مساعداتهم للدول بالموافقة على ذلك مثل ايرلندا التي حصلت على مئات الملايين من الدولارات هدية لها على موافقتها على إباحة الإجهاض ورعاية مشاريع تنظيم الأسرة.

كما أن وثائق وبيانات "جمعية الحق في الحياة" لا تتوقف عن فضح أساليب العدوان على المرأة تحت ستار "حرية الإجهاض" وحرية "الترفيه" التي يحاولون خداع المرأة بها، فقد كشفت هذه الجمعية عن نوع مأساوي من الإجهاض هو "الإجهاض الانتقامي" والذي يعتمد على انتقاء جنس الجنين بعد معرفته بالطرق العلمية الحديثة، وكشفت عن أن غالبية حالات الإجهاض تكون لأجنة أنثوية الأمر الذي يتسبب في إجهاض عشرات الآلاف من الأجنة الأنثوية يومياً.
وإذا ما عرفنا أن ما بين 60 إلى 100 مليون امرأة أو فتاة مفقودة في العالم نتيجة للإهمال، ألا يصبح السؤال ملحاً عن حقيقة العدوان الآثم الذي يمارس على المرأة وكرامتها.

إن شعارات الحرية وحقوق المرأة وحقها في التمتع والترفيه ما هي إلا جسر تعبر عليه المنظمات الدولية المشبوهة لنسف أسس المجتمعات وضرب بنيتها وتماسكها، والتي تعد المرأة عمودها، والهدف الأخير هو تذويب المجتمعات وتحويلها إلى أشتات أفراد خائفة وذاهلة عن هدف وجودها في الحياة.


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع