لأمّي تسجد كلمات الحبّ.. وتخشع فتنحني مفرداتي عاجزةً عن ملامسة طهر قدميها..
لأمّي يصير الظلام نوراً، والشرّ خيراً، والكره حبّاً، والبُعد وصالاً، والبرد دفئاً. لها وحدها يصير قلبي عصفوراً بين ضلوعي يبحث عن منفذ للهروب إليها.. معها عرفت الحبّ في أسمى معانيه، ومعها ما شعرت يوماً بحاجتي حتّى إلى أتفه الأشياء.. في بحر حنانها الذي لا ينضب تهادت مراكبي مذ كنت طفلة صغيرة، ومهما تقدّمت بي السنون، لا أجد ميناءً أكثر أماناً من حضنها الدافئ.
لأمّي يصير الليل فجراً، ومن عينيها تشرق الشمس، وفي عينيها تغيب... وجهها القمر المنير في ليلة صفت سماؤها... خصلات شعرها امتدادٌ من حرير الجنّة، وتحت قدميها الجنّة تكون..
لأمّي ضحكة ملائكيّة، ولمسة حنان نورانيّة، وكلمات حبّ ورديّة..
ولأمّي الحنين والشوق الدفين وأزهار الياسمين تقبّل قدميها..
لأمّي المدى والفدى، وآيات عرفان يرجعها الصدى، ولمساتٌ هي ألطف من قطر الندى...
إليكِ يا ملاكي، أحبّكِ أمّي
كلّ عام وأنتِ يا أمّي الحبيبة وجميع الأمّهات الخير والبركة.
وأخصّ بمعايدتي أمّهات الشهداء والمجاهدين الأبطال لكنّ منّي أجمل التهاني بعيدكنّ يا أجمل الأمّهات.
داليا قاسم الحاج حسن