في رثاء المغفور له الشيخ المجاهد والأديب الشاعر فضل عباس مخدر
أوقد الحزن بين جنبيَّ ناراً
وبكى القلب فقدكم فاستجارا
والقوافي ناحت عليك شجوناً
تسأل الله سلوة واصطبارا
زحفت خلفك القصائد والتَـ
فَّتْ حواليك جحفلاً جرّارا
سوف تبكيك أبحرٌ لو وفى
الشعر لسالت عيونه أشعارا
فاض من نعشك البكاء بحوراً
واكتوى الشعر من فراقك نارا
وتهاوى على ضريحك أملاك
السماوات يندبون حيارى
يتلوون كالثكالى نحيباً
تذرف الدمع فوقه مدرارا
كنت وحياً لكلّ نظم ونثر
والقوافي تشفّ منك سكارى
شُيّد الشعر يوم بينك صرحاً
وقباباً إلى الورى ومزارا
أين من ينظم القصيد وينقض
على الظلم ضيغماً هصَّارا؟
أين شيخٌ مضى أديباً دميثاً؟
أين من كان للكواكب جارا؟
ومشى ينشد الكفاح ويمضي
صادحاً في أشعاره هدّارا
يا بديع الأفكار كم كنت فينا
تُبْدل الليل بالحوار نهارا
إيه يا بن العلوم والفكر هذب
من قوافيك قلبنا استعبارا
ثار بالعقل والضمير ونادى
في النوادي أن جاهدوا الأشرارا
علَّم الجيل كل شعر بليغ
أيّ شعر من شعره ما استعارا
تلك أفكاره وتلك قوافيه
تشعل النار في صدور الغيارى
من يسجيك في مسجاك هل جا
ءك طه يُرْويك منه أوارا
وكأني أرى يداً من أيادي الشعر
بالمرتضى تقيل العثارا
كم هنئت العقبى وكم أنت في
منزلك الأخرويّ أكرم دارا
هل تراءى لك الأئمّة عند الموت
هل شاهدت الوجوه جهارا
طبت روضاً وطبت جنّة خلدٍ
وسيبقى مثواك دوماً مزارا
الشيخ يحيى حوماني