مع الخامنئي | التبيين في نهج السيّدة الزهراء عليها السلام* تسابيح جراح | من الانفجار... وُلد عزّ لا يُقهر عمائــــــم سلكت درب الشهادة (1) مناسبة | التعبئة روح الشعب الثوريّة مجتمع | متفوّقون... رغم الحرب آخر الكلام  | إلى أحمد الصغير القويّ قيم الحياة الزوجيّة في سيرة أهل البيت عليهم السلام سيرة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم نموذجُ الحياة الطيّبة الإمام عليّ عليه السلام مظهرُ العدالة والإصلاح برّ الوالدين في سيرة أهل البيت عليهم السلام

قصة وعبرة: متى أرى فَرَج آل محمد؟

 


عن بشار المكاري قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام بالكوفة وقد قدّم له طبق رطب طبرزد وهو يأكل، فقال: يا بشّار، أدن فكل. فقلت: هنأك الله وجعلني فداك، قد أخذتني الغيرة من شيء رأيته في طريقي! أوجع قلبي، وبلغ مني. فقال لي: بحقي لما دنوت فأكلت. قال: فدنوت فأكلت. فقال لي: حديثك، قلت: رأيت جلوازاً يضرب رأس امرأة ويسوقها إلى الحبس، وهي تنادي بأعلى صوتها: "المستغاث بالله ورسوله" ولا يغيثها أحد. قال: ولم فعل بها ذلك؟ قال: سمعت الناس يقولون إنّها عثرت فقالت: "لعن الله ظالميك يا فاطمة"، فارتكب منها ما ارتكب.

قال: فقطع الأكل ولم يزل يبكي حتّى ابتلّ منديله ولحيته وصدره بالدموع، ثمّ قال: يا بشّار، قم بنا إلى مسجد السهلة فندعو الله عزّ وجل ونسأله خلاص هذه المرأة. قال: ووجّه بعض الشيعة إلى باب السلطان، وتقدّم إليه بأن لا يبرح إلى أن يأتيه رسوله، فإن حدث بالمرأة حدث صار إلينا حيث كنّا. قال: فصرنا إلى مسجد السهلة، وصلّى كلّ واحد منا ركعتين، ثمّ رفع الصادق عليه السلام يده إلى السماء وقال: أنت الله – إلى آخر الدعاء – قال: فخرّ ساجداً لا أسمع منه إلاّ النفس، ثمّ رفع رأسه فقال: قم، فقد أُطلقت المرأة.
قال: فخرجنا جميعاً، فبينما نحن في بعض الطريق إذ لحق بنا الرجل الذي وجهناه إلى باب السلطان، فقال له عليه السلام: ما الخبر؟ قال: قد أُطلق عنها. قال: كيف كان إخراجها؟ قال: لا أدري ولكنّني كنت واقفاً على باب السلطان، إذ خرج حاجب فدعاها وقال لها: ما الذي تكلّمت؟ قالت: عثرت فقلت: "لعن الله ظالميك يا فاطمة"، ففعل بي ما فعل. قال: فأخرج مئتي درهم وقال: خذي هذه واجعلي الأمير في حلّ، فأبت أن تأخذها؛ فلما رأى ذلك منها دخل وأعلم صاحبه ذلك، ثمّ خرج فقال: انصرفي إلى بيتك؛ فذهبت إلى منزلها.

فقال أبو عبد الله عليه السلام: أبت أن تأخذ المئتي درهم؟ قال: نعم، وهي والله محتاجة إليها. قال: فأخرج من جيبه صرّة فيها سبعة دنانير وقال: اذهب أنت بهذه إلى منزلها فأقرئها مني السلام، وادفع إليها هذه الدنانير. قال: فذهبنا جميعاً، فأقرأناها منه السلام، فقالت: بالله أقرأني جعفر بن محمد السلام؟ فقلت لها: رحمك الله، والله إنّ جعفر بن محمد أقرأك السلام، فشقّت جيبها ووقع مغشيّة عليها. قال: فصبرنا حتّى أفاقت، وقالت: أعدها علي، فأعدناها عليها حتى فعلت ذلك ثلاثاً، ثمّ قلنا لها: خذي، هذا ما أرسل به إليك، وأبشري بذلك؛ فأخذته منّا وقالت: سلوه أن يستوهب أمته من الله، فما أعرف أحداً تُوسّل به إلى الله أكثر منه ومن آبائه وأجداده عليهم السلام.

قال: فرجعنا إلى أبي عبد الله عليه السلام فجعلنا نحدّثه بما كان منها، فجعل يبكي ويدعو لها، ثمّ قلت: ليت شعري متى أرى فرج آل محمد عليهم السلام.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع