أن تعمد بلدية بيروت إلى تسمية الشارع الممتد من "مستديرة شاتيلا" إلى الكفاءات باسم الشهيد السعيد هادي حسن نصر الله، فهذا يعني أنّنا أزاء محاولة لإعادة النظر في علاقة الدولة بالشهداء عبر إنتاج فضاء جديد فيما يختص بعلاقة الدولة بالمقاومة وبشهدائها ورموزها مبني على التقدير والتعظيم والإجلال لكلّ رموز وشهداء المقاومة.
والخطوة وإن جاءت متأخّرة فإنّها لا تنقل اسم الشهيد من الجدران إلى الشارع لأنّ ذكرى الشهيد عادةّ تسكن في القلوب ولا ضير بل من المطلوب أن تلهج باسمه الناس لما في ذلك من حفرٍ للمقاومة في الوجدان الشعبي وتكريس لنهجها في الوفاء والتضحية.
وإذا كنّا قد عبّرنا عن بالغ سرورنا بالتسمية الجديدة فإنّنا نأمل أن يأتي اليوم الذي تحذو فيه كلّ البلديات اللبنانية حذو بلدية بيروت وأن يسمّى كلّ شارع مرّ فيه شهيد باسمه لما في ذلك من تكريم ليس للشهيد بل للشارع بل للوطن كلّه وللأمة كلها.