نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

الافتتاحية: سيدة نساء العالمين النموذج والقدوة

 


فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وزوجة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وأم الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم، في اليوم الثالث من جمادى الثانية على أقرب الروايات وبعد فترة وجيزة من وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت وفاتها بل استشهادها وكان رحيلها المأساوي عن هذه الدنيا.

وحريّ بنا في ذكرى حزينة لأعظم امرأة في التاريخ أن نتعرّف على شخصيّة السيدة الجليلة على مكانتها وموقعها والأسوة فيها على ما تحمّلته وواجهته في هذه الحياة من مصائب ومحن، لأنّ في ذلك إحياء لأمر أهل البيت واقتداء برسول الله والأئمة.

فاطمة الزهراء هي سيدة نساء العالمين وليست سيدة نساء زمانها، ففي الروايات أنّ مريم عليها السلام كانت سيدة النساء ولكن نساء زمانها وأنّ آسيا كانت سيدة النساء ولكن نساء زمانها وأنّ خديجة الكبرى زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت سيدة النساء ولكن في عصرها، أما فاطمة الزهراء فهي سيدة نساء العالمين منذ أن خلق الله آدم إلى قيام الساعة.
هي في هذا الموقع الإلهي الكبير، وما كانت لتكون كذلك لولا الاختيار الإلهي، لأنّ الله هو الذي يختار إلى رسالته وإلى مقامات القرب منه، وإلى مواقع الكرامة عنده من يشاء من خلقه (الله أعلم حيث يجعل رسالته).
ولأنّها هي في نفسها وفي ذاتها سيدة جليلة عارفة مطهّرة معصومة، عاملة زاهدة قريبة من الله كانت كذلك أيضاً.

لم تصبح فاطمة سيدة نساء العالمين لأنّها بنت محمد لأنّ الله تعالى لا يعطي المقامات المعنويّة الرفيعة على أساس القرابة والنسب، فبعض الأنبياء قد لا يكون أعمامه أو أبناؤه أو زوجاته على صلاح ولا على خير، الله تحدّث عن أبي لهب عم النبي بالاسم في كتابه العزيز وذمّه وعائلته (تبّت يدا أبي لهب وتب) فالله لا يجتبي إليه على أساس القرابة وإنّما الله عزّ وجل يصطفي إليه من يشاء من عباده الصالحين ويرفع الذين آمنوا وعملوا الصالحات والذين جاهدوا أنفسهم وأعداءهم في سبيل الله ومن أجل مرضاته.

وكذلك لم تصبح فاطمة سيدة لنساء العالمين لأنّها زوجة علي بن أبي طالب عليه السلام بل لأنّها فاطمة.. لأنّها تملك من المواصفات الإنسانية والروحية والأخلاقية والمعنوية ما لا تملكه امرأة في هذا الوجود على الإطلاق، لأنّها مميّزة في مستواها الروحي والأخلاقي والمعنوي وفي عبادتها وإخلاصها لله وفي طهرها وصفائها ونقائها وفي جهادها، ولأجل ذلك كانت سيّدة النساء على الإطلاق.

ولا يقصد بكونها سيدة نساء العالمين أن يكون لها مقام فخري أو رمزي أو معنوي بمعزل عن مسؤوليات في هذه الأمة، فإنّه عندما يؤكّد الإسلام أنّ فاطمة الزهراء هي سيدة نساء العالمين فهذا يعني أنّ على نساء العالم أن يتخذن من فاطمة أسوة وقدوة للأتباع وللاقتداء.
المطلوب من نساء العالمين أن ينظرن كيف عاشت الزهراء، كيف كانت تفكّر وكيف كانت تعبد الله وكيف كانت تعيش في بيتها وفي محيطها ومجتمعها وكيف كانت تقوم مسؤولياتها وكيف كانت تجاهد في سبيل الله وتقدّم التضحيات ليسرن على خطاها.

المطلوب أن يدرسن حياة الزهراء، هذه السيدة العظيمة المعصومة المطهّرة ويتخذن من حياتها نهجاً وطريقاً في هذه الحياة.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع