مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

علوم: بعد 30 سنة وداعاً أيتها الأرض!


إعداد: عبير حسن


سجلوا في مذكراتكم منذ اليوم هذا التاريخ: الخميس 26 تشرين الأول "أكتوبر" من عام 2028، أنه اليوم المنتظر لارتطام نيزك بسطح الأرض ما يسبب دماراً وخراباً وإبادة للحضارة ولأعداد هائلة من البشر.

من اليوم بدأ العد العكسي لكارثة تهدد العالم وقد تنتقل به كلمح البصر من قمة الحضارة والعلم إلى عصور الظلام والبدائية، كل ذلك لأن نيزكاً اسمه العلمي 1997 X F11 يبلغ طوله ميلاً سيمر على مسافة تراوح بين 1300 ألف ميل و240 ألف ميل من الأرض، والخطر الأكبر يتمثل في أن يكون قريباً من الأرض أكثر من قرب القمر، فمسافة الثلاثمائة ألف ميل أقل من المسافة بين الأرض والقمر.

وارتطام هذا النيزك بالأرض وهو منطلق بسرعة 17 ألف ميل في الساعة سيماثل انفجار مليوني قنبلة ذرية مثل تلك التي دمرت هيروشيما. وستسفر عن هذا الارتطام سلسلة من الكوارث منها:
* حدوث هزات أرضية ضخمة وحدوث انفجارات حرارية تتسبب ذوبان العديد من المواد تماماً كما يحدث لسوائل البراكين.
* ارتفاع غيوم هائلة من الغبار تحجب الشمس وتغرق العالم في زمن شتائي بارد طويل.
* سيموت ملايين الناس وتنقرض مجتمعات كاملة.
* سترتفع مياه البحر وتنطلق أمواج عملاقة من شأنها أن تغمر مساحات كبيرة مزروعة من على وجه الأرض.
* يعقب الارتطام وارتفاع الغبار هطول أمطار مشبعة بالأحماض.
وصرح العالم البريطاني الدكتور بيني بيرز من جامعة جون مورفي ليفربول، أن ارتطام النيزك بالأرض لن يبيد الجنس البشري ولكنه سيلغي تماماً الحضارة كما نعرفها.
وسنعود القهقرى إلى غابر الأيام المظلمة، إذ ستختفي تماماً كل وسائل الحياة العصرية.

وقال جاك هيلز الاختصاصي بشؤون النيازك في مختبر لوس آلاموس الوطني في نيو مكسيكو إن نيزكاً بهذا الحجم يرتطم بالأرض من شأنهأن يؤدي بحياة الكثيرين من الناس، وهذا أكثر النيازك التي اكتشفناها خطورة وهو يثير مخاوفي.

وقالت الدكتورة جاكلين ميتون من الجمعية الفلكية البريطانية: على الإنسان أن يكون شديد الحذر عندما يتحدث عن أمور من شأنها أن تثير الرعب، غير أن الأخبار المثيرة عن ارتطام النيزك بالأرض لا بد من أن تحطى باهتمامنا. ويجب أن لا ننسى أن نيزكاً حجمه يزيد أربع مرات على حجم نيزك هذه الأيام هو الذي أدى إلى انقراض الديناصورات منذ 65 مليون سنة، كما أنه منذ 4300 سنة انهالت على الكرة الأرضية أعداد كبيرة من النيازك ولم يزد طول أي منها على المئة متر وأحدثت كوارث رهيبة وغير الأحوال الجوية على سطح الأرض لفترة طويلة من الزمن. أما الغبار الذي أثاره ارتطام هذه النيازك فقد أثار كميات هائلة من الغبار حجبت أشعة الشمس وسببت هبوطاً حاداً في درجات الحرارة ما أدى إلى انهيار عدد من الحضارات القديمة (في مصر والصين والهند واليونان).

هذا وتشر الأرقام الأخيرة إلى أنه حدث في شهر حزيران "يونيو" 1908 أن انفجرت فوق منطقة تانغوسكا ونهرها في سيبيريا الوسطى شظايا مذنّب أو نيزك على ارتفاع ثلاثين متراً تقريباً ما أحدث دماراً شبيهاً بما خلّفه انفجار القنبلة الذرية في هيروشيما وأباد حوالى 2500 ميل مربع من الغابات.

* بداية المخاوف:
وارتفعت موجة المخاوف من النيزك الفائت عندما انتشر نبأ النيزك وجرى التنبؤ بالتاريخ المتوقع لارتطامه بالكرة الأرضية، وهو يوم الخميس 26 تشرين الأول "أكتوبر" من عام 2028 وقال البعض أن ذلك سيحدث عند الساعة السادسة والنصف بعد الظهر.
وظن مشاهدو التلفزيون أن عملية الارتطام قريبة جداً، مما اضطر العلماء والإعلاميين إلى التركيز طوال يومين على أن الارتطام سيحدث. هذا إذا حدث ـ بعد ثلاثين سنة، وأن هناك احتمالاً بإبعاد الخطر عن الكرة الأرضية في الوقت المناسب.
وأعلن برايان مارسدن مدير المكتب المركزي للمبرقات الفضائية في مرصد سيمشونيان للفيزياء الفضائية في كامبريدج في ولاية ماسا شوتس: أن العمليات الحسابية التي تقدر سرعة حركة وتقدم هذا النيزك هي أرقام تقريبية وليس هناك ما يبرر الفزع المبكر.

وعندما قيل له إن المسافة بين الأرض والقمر تراوح بين 221 ألف ميل و253 ألف ميل أي بمعدل 239 ألف ميل (385 ألف كيلومتر) وأن النيزك قد يقترب من الأرض أكثر من القمر، أجاب: من الصعب إجراء عمليات حسابية دقيقة الآن لمعرفة مدى الاقتراب وآثار الارتطام إذا حدث، إلا أن من واجب العاملين في رصد الكواكب عبر مراصد ضخمة أن يركزوا مزيداً من الاهتمام لتسجيل نسبة الضوء المنبعث من النيزك وحجمه وتحديد المدار الذي يسلكه. وفي اعتقادي أن النيزك لن يرتطم بالأرض، إلا أن مداره يزداد اقتراباً منا. وسوف تتوافر لنا معرفة أوفى بحركة النيزك قبل فترة من موعد اقترابه من الأرض. وستتاح لنا فرصة أولى في عام 2000 عندما يتاح رصده من جديد ما يساعد على تقدير مساحته ومداره. كما أننا ستتاح لنا فرصة أخرى في عام 2002 لنقدر مدى الخطر الذي يمكن أن يحمله إلينا. وكل ما لدينا من معلومات يشير إلى أن هنا النيزك سيقترب من الأرض في عام 2028، وربما كان بذلك الأكثر اقتراباً من كل النيازك الأخرى منذ زمن طويل. ولا شك في أن السنوات الثلاثين التي تفصلنا عن ذلك الموعد إنما تفسح لنا في المجال كي نطور معرفتنا بهذا النيزك ونتخذ كل ما يمكن من احتياطات.

* العالم يطارد النيزك:
ولكن كيف تم اكتشاف هذا المذنب؟
الذي اكتشف المذنب هو العالم جيمس سكوتي وذلك يوم 6 كانون الأول "ديسمبر"، وذلك كجزء من برنامج لمراقبة الفضاء أعدته جامعة أريزونا واشترك فيه عدد من العلماء استخدموا تلسكوباً مزوداً بأجهزة خاصة ونصب فوق قمة كيت بيك في ولاية أريزونا من أجل مراقبة النيازك الصغيرة التي كثرت في الآونة الأخيرة داخل النظام الشمسي، وخاصة تلك النيازك التي تقترب من مدار الأرض وتشكل خطراً محتملاً.
ثم قام يابانيان اختصاصيان بشؤون الكواكب برصد ومتابعة هذا المذنب، وتحديد حجمه وسرعته ومساره إلى جانب 108 نيازك أخرى تدور في الفضاء وبعضها قد يقترب من الأرض.

عندما انتشر خبر هذا المذنب في الأوساط الفضائية المختصة، تركزت جهود كل المتابعين لحركة الكواكب والمذنبات والنيازك في العالم لتقويم ما يمكن أن يشكله النيزك المكتشف من خطر، وأجمعت تقديرات المراقبين على أن هذا النيزك سيكون أقرب ما يكون من الأرض في عام 2028، وإن اقترابه هذا سيكون على مسافة 500 ألف ميل ما يثير الاهتمام، غير أن متابعين آخرين لحركة النيزك أشاروا إلى أن مسافة 500 ألف ميل ليست دقيقة تماماً، ولذلك فإن أي نقص في هذه المسافة من شأنه أن يحمل كوارث ضخمة للأرض وسكانها.
وكان أبرز المهتمين بتعقب مسار هذا النيزك لتقدير خطورة اقترابه من الأرض بيتر شيلون من مرصد ماكدونالد غرب تكساس، وتمكن بواسطة تلسكوبه العملاق من ملاحقة النيزك بشكل دقيق، كما تمكن من إجراء عمليات حسابية دقيقة بعد رصد استمر 88 يوماً وبلغ قمته يومي 3 و4 آذار "مارس" ووجد أن النيزك سيقترب من الأرض بمسافة أكثر مما قدّر الآخرون.

وتبين من الرصد أيضاً أن النيزك يستغرق 21 شهراً تقريباً كي يتم دورة حول الشمس، وأنه إذا ما أعيد النظر في الصور التي التقطت في وقت سابق للنيازك المنطلقة في مدار الشمس والتي اقتربت من مدار الأرض، وبشكل خاص تلك التي التقطت في عام 1957، فمن المحتمل العثور على النيزك الخطر مما يساعد على التوصل إلى تقدير أدق لمساره أولاً ولمخاطره ثانياً.
ومع الحديث عن الخط والمحتمل أدلى إدوار تيللر الذي يلقبونه بـ"أب القنبلة الهيدروجينية" بدلوه فقال، إن الحل الأمثل هو إرسال متفجرة على مقربة من النيزك يمكن أن يؤدي انفجارها إلى مجموعة نيازك ترتطم بالأرض وتؤدي إلى مجموعة كوارث ضخمة.

* المحيط الذي تجمد:
ذات يوم ـ في غابر الأزمان والعصور كان على كوكب المريخ محيط أكبر بكثير من المحيط الأطلسي، أما الآن فإن القاع الجاف لذلك المحيط غدا مسطحاً وناعماً وشبيهاً بالصحاري الأرضية.
وكان وجود هذا المحيط موضع دراسة وأبحاث لأن موقعه تحدد عند الجهة الشمالية المظلمة من الكوكب، وجاء اكتشاف الثلوج تحت سطح المريخ وفق ما اكتشفه الجرم الفضائي سيرفيتور ليرفع الستار عن سر المحيط الذي حيّر العلماء.
وبنتيجة هذا الاكتشاف يمكن القول أن المحيط الذي كان كوكب المريخ تشكل بالطريقة نفسها التي تشكلت بها البحار والمحيطات على كوكبا وتفصل بينها قارات من الأرض. وسيستمر جرم الفضاء الأميرتي سيرفيور في دراسة وتحليل جو كوكب المريخ طوال ثلاثين شهراً في عملية صممت أساساً لرسم خارطة مفصلة لهذا الكوكب.

* كلها احتمالات:
وفيما كانت المخاوف تتزايد من النيزك، وأجراس الخطر تقرع قبل ثلاثين سنة، جاء مختبر الشؤون القمرية والفضائية في جامعة أريزونا ليعلن أن ضوء هذا النيزك قد خفت قليلاً، ما يعني أن مداره قد ابتعد الآن، وإن التلسكوبات المتوسطة المدى لن تتمكن من مشاهدته ثانية قبل عام 2000، كما أنه في عام 2002 سيكون على بعد ستة ملايين ميل من الأرض، وهو بعد كافٍ نسبياً ولا يشكل أي خطر.
وقال توم غيرلز مدير ذلك المختبر، إن العمليات الحسابية التي أجريت حول تحرك النيزك، إنما أجريت وفق المعطيات المتوافرة حول حركة الأرض وتاريخ هذه الحركة طول السنوات الست والستين الماضية، ويمكن القول إن احتمال حدوث الكارثة هو بنسبة واحد إلى خمسة آلاف، واستطرد توم غيلز قائلاً، إن هناك جانباً حسناً لتهديدات ومخاطر هذا النيزك، فلو أن اكتشافه حدث في فترة الحرب الباردة بين المشرق والغرب لتوحدت جهود الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي للعمل من أجل إنقاذ الكرة الأرضية، أما الآن فكل ما يتمناه هو أن يؤدي هذا النيزك إلى تقريب شعوب الأرض من بعضها البعض.

وبينما كانت النفوس متوترة وهي تلاحق أنباء الخطر الذي قد يقع بعد ثلاثين سنة، أعلن علماء وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أنهم أجروا حساباتهم وتبين لهم أن الكرة الأرضية ليست في خطر، وأن الحضارة التي يهددها النيزك المنطلق بسرعة 17 ألف ميل في الساعة لن تدمر أو تنقرض، وانطلقت وكالة الفضاء الأميركية في تأكيدها هذا من أن الوكالة التي أرسلت رجلاً إلى القمر وسار على سطحه وعاد إلى الأرض أكثر الجهات قدرة على معرفة شؤون الفضاء، وإنها أجرت عمليات حسابية دقيقة وفق المعطيات التي تملكها، وتبين لها أن النيزك سيكون في عام 2028 على بعد 1600 ألف ميل من الأرض أي أنه بعد ضعف المسافة التي تفصل بين الأرض والقمر، وصرح دون يومانس كبير علماء (ناسا) أن الخوف من ارتطام النيزك بالأرض لا مبرر له الآن. إلا أن عالماً آخر في الوكالة نفسها صرح قالاً: نحن لا نستطيع أن نقول إن احتمال الارتطام هو صفر وأنه غير وارد على الإطلاق، إلا إن توقع حدوث هذه الكارثة ضئيل جداً جداً، بل يكاد يكون مستبعداً! ورغم كل هذا، وإذا ما تبين أن هناك خطراً ممكناً، فإن لدينا منا لقدرة التقنية ما يمكننا من التعامل مع هذا الخطر بشكل يبعده عن كوكبنا.
وفي هذا المجال بالذات قال يومانس: قد نرسل في حال الخطر سفينة فضائية مزودة بأسلحة نووية ونجعلها قريبة من مسار النيزك، وبذلك نخفف من سرعة النيزك قدر الإمكان حتى يتحول اتجاهه ويبتعد عن الكرة الأرضية.

ورداً على كل هذا الكلام أصر العالم برايان مارسدن الذي أطلق صيحة التحذير من الكارثة، على أن كل هذه الأقوال سابقة لآوانها وأن الحساب الدقيق لتحرك النيزك لا يمكن أن يكون دقيقاً وجازماً قبل عام 2002.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع