مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

الشيخ سعيد شعبان (رحمه الله): لماذا لا يتوحد المسلمون وتلغى الحدود بينهم؟

 


تميز الخطاب اليومي لأمير حركة التوحيد الراحل الشيخ سعيد شعبان (رحمه الله) بتضمنه الدائم لـ"لماذا" رافضة محتجة، متألمة، متأففة ومستنكرة لكل مظاهر الضعف والتشتت والتشرذم في هذه الأمة كما تضمن أيضاً دعوة دائمة للوحدة.

"ولماذا" اليوم بعد رحيل أمير التوحيد تبدو حزينة، كيف لا وقد فقدت من كان يعطيها قوة الرفض والاحتجاج والاستنكار، وسلاحاً لشحذ الهمم والتوحد. أوَ لم يكن الشيخ سعيد هو أبرز الوجوه الداعية للتوحيد والوحدة.
في أجواء وفاة الفقيد الكبير الشيخ سعيد شعبان وفي ذكرى أسبوع الوحدة اخترنا أن نقدم مقتطفات قليلة ـ على عجل ـ يجمعها هم واحد وموضوع واحد هو الوحدة، قالها سماحة الشيخ رحمه الله في مناسبات عدة.
"إن إمام العرب والمسلمين طريقاً واحدة للخروج من كل ما نعاني منه، هو أن نعترف بأننا أمة ولسنا أمماً، وأننا موحدون لن نتفرق، وأننا عبيد لله لا نقبل العبودية لغيره، ولا نسمح لأنفسنا بأن نختصم، ولا أن نكون جنوداً في جيوش الأعداء كما هو حالنا اليوم".
ومتى انتهت حالة العداء داخل صفوف الأمة، وعادت اللحمة والرحمة في ما بيننا، استطعنا أن ندفع عنا الضيم، وأن نخرج الجيوش التي تحتل أرضنا، ويصبح قرارنا أقوى مما يقرره لنا المتغلبون علينا اليوم.

"لو كان العرب مجتمعين كما جعلهم رسول الله أمة واحدة، لما وصلت بهم الحال إلى القبول بحلول تفرض عليهم من قبل المنتصرين في الحروب، حتى أصبحوا في الحضيض، لا رأي لهم، ينفذون من دون أن يعترضوا، بعدما أصبحوا أنظمة يفرض عليها عدوها الذي صنع إسرائيل أن تدمر أسلحتها بيدها لتطمئن إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية إلا أنه لم يعد بإمكاننا حتى الدفاع عن أنفسنا بوجه إسرائيل التي تحتل فلسطين وجنوب لبنان والجولان".
هل إرادة المنتصر قدر يستمر إلى ما لا نهاية؟ وهل يعاكسنا القدر طويلاً بعدما أصبح أكثرنا لا يرحم بعضه بعضاً.

لماذا لا تجتمع البرلمانات العربية كما اجتمع برلمان الألمانيين لتتخذ تلك البرلمانات قراراً بإقامة وحدة عربية إسلامية تنهض بالعرب وبالعجم معاً أمة واحدة قوية تنشر العدل في العالم وتوقف كل ظالم وتأخذ على يديه؟ لماذا اليهود يتوحدون والألمان يتوحدون والأمريكان يتوحدون وليس في دساتيرهم نصوص سماوية ونصوص تشريعية مثل ما في تراثنا نصوص خالدة ثابتة توجب التوحيد والوحدة؟ لماذا تبقى الحدود قائمة كما رسمتها اتفاقية سايس بيكو في الحرب العالمية الأولى ولا تهدمها كما هدم جدار برلين ولماذا تعتبر العربي السوري محتلاً للبنان ولا تعتبر اليهودي محتلاً لفلسطين ولا الأميركي محتلاً للجزيرة العربية؟ لماذا لا نتجاوب مع رغبات شعوبنا بل مع نصوص شريعتنا ووحدة التاريخ والمصالح المشتركة التي لا يمكن أن تتحقق لأي أمة إلا بوحدة قيادتها ووحدة مبادئها ودستورها؟

لماذا لا يعلن البرلمان اللبناني والسوري وحدتهما الازدواجية، ولبنان كالجنين في بطن سوريا للناظر على الخريطة؟ لماذا يسلخ هذا الجزء المسمى لبنان والجزء الآخر المسمى فلسطين؟ ولماذا يسلخ الأردن عن بلاد الشام وعلى أرضه وقعت معركة اليرموك التي وحدت سوريا والجزيرة العربية يوم قال هرقل وهو ينسحب بقواته باتجاه القسطنطينية: "وداعاً يا سوريا وداعاً لا رجوع بعده"؟ لماذا لا نعتمد الإسلام صيغة ودستوراً وديناً لا يفرق بين أحد من رسل الله ولا بين المؤمنين فقد اعتبرا أهل الكتاب مواطنين لهم ما للمسلمين من الحقوق وعليهم ما على المسلمين من الواجبات؟ لماذا تبقى هذه التفرقة التي يثيرها دعاة العنصرية الذين يتقربون من الاستعمار الذي يتاجر بهم وبالمسيحية والإسلام؟

إن الوحدة هي أهم مظاهر القوة بعد العقيدة الواحدة وتبقى العقيدة فلسفة خيالية مثالية حتى تقيم مجتمعاً ينطلق في مفهومه من تلك العقيدة كما فعل الإسلام عندما صور المؤمنين صفاً واحداً مرصوصاً وانتظامهم في مواقف الحق جيشاً واحداً مع أمة واحدة كلها مجندة للمحافظة على الوحدة وعلى كرامة الإنسان المتعطش للكرامة من يوم أن افتقدها إنساننا العربي والمسلم يوم زالت دولته الكبرى ووحدته الكبرى ليعيش داخل كيانات متصارعة على غرار قبائل الجاهلية التي كان يغير بعضها على بعض، الأخ على أخيه، العم على ابن أخيه، كما الحرب بين "ربيعة" و"مضر" و"الأوس" و"الخزرج" وسواها من قبائل أنهى الإسلام العمل بعصبياتها وأعاد صياغتها من جديد ليصبح الله فيها السيد ويصبح فيها الحاكم ولي أمر المسلمين ويتولى فيها المؤمنين بعضهم بعضاً.

هل تبقى هذه الحقائق في عصر انحطاطنا مُثُلاً نتغنى بها ونحن أبعد ما نكون عن حقيقتها أم أنها يمكن أن تعيد لعواصم الإسلام الكبرى مكانتها في نشر النور وتبليغ الإسلام لأهل الكرة الأرضية لأن محمداًصل الله عليه وآله وسلم بعث رحمة للعالمين؟ أم أننا ننتظر رسالة غير الإسلام تأتينا من شرق وغرب، من هذا المستعمر المحتل أو من ذاك اليهودي المغتصب؟ ممن نتعلم التوحيد؟ من الذين توحدوا ضدنا أم من الله الواحد الذي أرادنا وحدة ندعو الإنسانية كلها لعبادة خالقها حتى يقوم مجتمع إنساني ليس فيه طاغية يعبد... ولا جبار يسجد بين يديه، لقد انتهى العمل بشريعة فرعون بعد بعثة موسى وانتهى العمل بشريعة نمرود بعد بعثة إبراهيم وانتهى العمل بالمفاهيم الجاهلية ببعثة خاتم النبيين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين. فمتى ينتهي من جديد العمل بمقررات أعداء أمتنا ويبدأ العمل بنصوص القرآن العربي الذي منح العرب مقام القيادة ومنح العجم مقام الأخوة للعرب بعد أن أسلموا لله؟

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع