حسن الطشم
ارفع جفونك عن لازوردية عينيك ما لنعاسك خلود فكل الألوان أوانك وكل المكان مكانك.
ليس لدرب القمر المزروع نجوماً وشهداء انتهاء.
من زواريب قم إلى نجمة جماران بيَّارة النعناع البري في عينيك. ومؤذن الفجر يهدي القوافل إليك، في جوف الليالي الهاجعة اشتهاء تكبيرة الصبح من شفتيك، أرفع يديك غمامة فوق هذي الجموع، يدركها المطر من إهلالة عينيك.
واقطف يا سيد مدائن من الورد، عرائس من الموج، عنادل من الأدواح وبيادر من الجنى.
وارزم هذه القلوب الهيّابة بعباب يديك، رزماً رزماً على رصيف الفلاح.
تلفح بعباءة جدك ودع للأخرين عباءات الفراغ.
فراغ هذي الدنيا فراغ.
فالباطل زهوق والزبد إلى جفاء.
وخلّ للصحراء عواء زناة النفط على الكثبان
فلهم ترجيع الصدى ولك اتساع الدار
قم سيدي لحظة عشق في الأقداح
رهفة حب في الأرواح
قم سيدي شاطئاً بلا ضفاف ومرساة للصباح
في تلك الليلة كنا نصلي كي لا تتمكن الغفوة من جفنيك، لكن النعاس كان يغري أهدابك بالرسو، فقلت بقلبٍ وادع ونفس مطمئنة أستأذن الأخوة والأخوات لكي أرحل إلى المقر الأبدي.