مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

الافتتاحية: الإمام الخميني.. الظاهرة الفريدة


الشيخ يوسف سرور


 ﴿وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ﴾
ما أكثر أولئك الذين يأتون إلى الدنيا ثم يتركونها... بلا أثر تركوها لغيرهم... ولا ذكر لهم من ذلك الغير.
وما أكثر الذين يأتون إلى الدنيا... فيمارسون الشر والفساد ويصبحون رموزاً للشر والفساد في هذه الدنيا.
وما أيسر أن يكون الإنسان فرداً من أفراد أحد هذين الصنفين...


فأنْ تكون شيئاً جامداً لا حراك له في المجتمع ولا سعي له من أجل مصالح الأمة... أمرٍ هين تستسهله النفس... ولا يشق على الجوارح... وأن تكون إنساناً مفسداً... فهذا أمر يتماشى مع النفس الأمَّارة بالسوء من جهة... وتحتاجه الأنظمة المستبدة التي تريد قهر شعوبها لإثبات سلطنتها من جهة أخرى...

... أما أن يمشي الإنسان بعكس التيار... وتكون حركته معاكسة لحركة "الأمر الواقع" و"الرأي العام" والمصلحة الآنية... فهو الصعب... والأصعب منه أن يوجد تياراً معاكساً للتيار المستكبر... إنه الفرد النادر... إنه الظاهرة الفريدة إنه الإمام الخميني (قدس سره) الذي استطاع أن يبلغ بالأمة أهدافها ويحول الأحلام إلى حقيقة... لأنه كان في الحقيقة يسعى إلى التغيير وليس بالأحلام.

لم يكن محبو الإمام وحدهم يدركون هذا... بل فرض الإمام نفسه بقوة على كل مراكز القوى في العالم حتى قال بعضهم "إذا قدر لكل عصر أن ينسب إلى رجل... فهذا العصر هو عصر الخميني".

ربما يقول البعض أن استمرار الثورة بمفاهيمها المختلفة... وعلى جميع الأصعدة بعد رحيل الإمام دليل على أن الإمام حالة عادية... ولكن الصحيح أن استمرارية الثورة بعد الإمام دليل جديد على عظمة تلك الشخصية الربانية... فهو لم يحدث حركة ترتبط بشخصه... كما هي الحال في أغلب الحركات في العالم... فإذا غاب الشخص غابت معه كل متعلقاته... بل تمكن الإمام المقدس من إيجاد حالة تمتلك قابلية الاستمرار.
وإذا قال قائل... أن الإمام خدمته مجموعة من الظروف وكان يمكن تصوراً أن تخذله، وبالتالي يمر الإمام الخميني كما مر غيره من العلماء... ومن المصلحين ليس أكثر... إلا أنّ الحقيقة تقال وهي أن الإمام تمكن من إيجاد ظروف ولم يستغلها فحسب... لقد كان أصحابه الذين ساروا معه... يعتقدون بأشياء... وكان الإمام يخالفهم... ويصوب المسيرة... لقد كان هؤلاء يفكرون في ما هو أمامهم بينما كانت مساحة تفكيره أوسع وأشمل.

... يا ترى لماذا يصل البعض إلى ذلك المستوى... هل يمكن أن يتم ذلك من خلال دراسة أو مطالعة... أو أنه توفيق من الله تعالى يوصل إليه من شاء من عباده الأصفياء...
لقد كان الواقع الموضوعي للأمة يبشر بقرب الخلاص... وتبقى الذخيرة الإلهية من خلال إيجاد قيادة صالحة لذلك... فكان الإمام... الذائب في الإسلام المتبحر في ملكوت الله تعالى... العارف الذي أعطى العرفان أبعاده المثلى... الخائف نم الله خوفاً أخاف الله من خلاله كل قوى الشر في العالم من ذلك العبد الصالح... المبلغ لرسالة الله بلا حساب لغير الله.
 ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا﴾
والسلام
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع