مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

الآداب المعنوية للصلاة: في بعض آداب إباحة المكان



قول الإمام الخميني قدس سره: "إذا فهم السالك إلى الله مراتب المكان بحسب المقامات والنشآت الوجودية لنفسه، فعليه أن يجتهد في آدابه القلبية لإباحتها حتى تخرج صلاته من التصرفات الغاصبة لإبليس الخبيث".

من الشروط الفقهية لمكان الصلاة أن يكون مباحاً. فلا يجوز للمصلي أن يصلي في مكان مغصوب، ولو فعل ذلك بطلت صلاته.
وأهل المعرفة يستفيدون من هذا الحكم الظاهري آداباً معنوية تتعلق بالأمكنة التي هي محال النشآت الوجودية للإنسان. فإذا كانت إباحة مكان الصلاة شرطاً لصحة الصلاة، فإن خروج مراتب الإنسان من تصرّف إبليس الغاصب وجنوده المغتصبين شرط لصحة الصلاة المعنوية أيضاً.

إن إبليس ـ لعنه الله ، يدخل إلى مملكة الإنسان الباطنية ليجعلها مؤتمرة بأمره ويخرجها من السلطنة الإلهية. وما دامت هذه المملكة خاضعة لإبليس وجنوده، فلن تكون مسجداً لله تعالى.
يقول الإمام قدس سره: "إن إبليس اللعين عدو الله، وأن تصرفاته وكل تصرف إبليس في عالم الطبيعة جور وغصب، فالسالك إلى الله إن اخرج نفسه من تصرفات ذلك الخبيث يكون تصرفه تصرفاً رحمانياً. ويباح مكانه ويطهر ملبسه ومطعمه ومنكحه. وبمقدار ما يقع تحت تصرف إبليس يخرج من الحلية ويتصرف فيه شرك الشيطان".

لذلك يجب على السالك أن يتعرف إلى جميع تصرفات إبليس في مراتب وجوده، لكي يقطع يده من التصرف فيه. فأعضاؤه الظاهرية ينبغي أن تتحرك وفق إرادة الحق وطبقاً لمقتضى التقوى، حتى يكون مسجد البدن مباحاً. وكذلك ينبغي أن يخرج جنود إبليس من قلبه حتى تسيطر عليه الجنود الرحمانية. لأن القلب منزل خاص للحق سبحانه. وأن جميع ما سوى الحق إبليس الطريق في هذا المقام. لهذا فإن تصفية القلب مما عدا الله شرط لإباحة القلب ليكون مسجداً للحق عزَّ وجلَّ.

يقول الإمام قدس سره: "فإذا قصّر يد تصرف الشيطان عن مملكة القلب الذي هو منزل خاص للحق، وخلّص قلبه لتجليات الحق ولم يترك أحد غيره يتطرق إليه ـ لأن غير الحق إبليس الطريق ـ تباح له المساجد الظاهرة والباطنة والأمكنة الملكية والملكوتية، وتكون صلاته صلاة أهل المعرفة..".
فمن هو المالك الحقيقي للوجود؟ وممن يجب أخذ الإذن للتصرف فيه؟ إن قطع يد إبليس عن التصرف في ممالك الوجود ومراتب النفس شرط لإباحة الأمكنة التابعة للنشآت، ولكن من هو المالك ها هنا؟ هل هو الإنسان نفسه؟
يقول الإمام قدس سره: "وأهل المعرفة يرون ولي الأمر مالكاً لجميع ممالك الوجود ومدارج الغيب والشهود. ولا يجوّزون تصرف أحد فيها بدون إذن الإمام".
فحتى يصبح باطن الإنسان وظاهره مسجداً مباحاً يقيم الحق فيه صلاته ينبغي أن يرجع الأمر إلى مالكه. إن ظاهر الإنسان لا يكون خارجاً من تصرفات إبليس إلا إذا كان مطيعاً لله. وأن طاعة الله تعالى تتجلى بطاعة وليّه. وهكذا يكون باطنه.


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع