حسن الطشم
يجيئ العيد، فتأفل الليالي الرمضانية المباركة، وتبتلعها دوّامة الحياة المتدفقة، وتتلاشى أنفاسها في هدير الزمن الصاخب، ويروح العيد فتجيش في الصدور الذكريات وتخفق القلوب بقدر ما يتاح لها وتهرق الدموع بقدر ما تجود العيون.
لكأن للحنين مواسم ومواقيات تأتينا من حيث تأتينا مالكين لأمرنا مسيطرين على أنفسنا، فإذا بنا أسرى الشجن والألم، طُرداء الأراجيف والأسئلة المنسابة على حواف السفينة الماخرة العباب.
لما تتثاءب الأيام الثقيلة هكذا، وتتمطى متنهدة متأودة فيما تمر الأيام الجميلة مر السّحاب...
لما لا تندغم الأبعاد بالأبعاد وينسكب الزمن كله في لحظة عمرية تنسج العيد بإيقاعٍ كوني البهاء...
لما لا نُغاديك ونُراوحِك فنقرَّ عيناً...
لما لا تُرفرف أجنحتنا زهواً في عيد الأعياد.
حيث العدل، والسلام، والهناء، وأنت..