مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

الافتتاحية: كل عام والمقاومة بخير

 


إنه العيد.. وكل عام وأنتم بخير.. أعاده الله عليكم بالخير والبركة..
لم يكن "العيد" من مكتشفات هذا العصر أو من مناسباته المستحدثة.. وإنما العيد عبر التاريخ هو ذلك اليوم الذي يحتفل به المسلمون مهما كانت مشاربهم وأفعالهم.. سواء منهم من صام ومن لم يصم..


ولكن ليكون للعيد معنى ينبغي أن نفهم معناه في البداية، فالعيد عيد لكثرة عوائد الله تعالى فيه.. فحيث يشعر المرء أكثر بعطاء الله تعالى ومَنّهِ وإحسانه فإنه يشعر بالعيد أكثر..
وهو عيد لمن اتقى الله وكل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد، في إيضاح لما ينبغي للإنسان أن يستقبل فيه هذا اليوم المبارك وتالياً كل أيام حياته.
في السابق كان العيد مناسبة للتزاور والتمني والفرحة المؤقتة.. ثم بعده يعود لا شيء إلى سابق عهده.. كان "الكبار" كـ"الصغار" يبدأ عيدهم وينتهي في يوم واحد.
إلى أن قدّر للأرض أن تفرح في عيد أغر يوم أطل من عالم الغيب رجل هو بالملائكة المقربين أشبه.. فاقتحم أسوار هذه "الحضارة" التي بنيت إرصاداً لمن حارب الله ورسوله.. ليقيم حكم الله تعالى.. وتشعر الأرض أنها تعيش العيد بمعناه الأصيل..
ومن خلال نهج الولاية قدر للثورة أن تنتصر أولاً وتستمر ثانياً وتستنهض أبناء الأمة ثالثاً.

وكان لنا نحن أبناء هذه المنطقة النصيب الآخر في ذلك العطاء الرباني الفياض لتصبح المقاومة وهي مفردة من إشعاعات هذه الثورة المباركة.. وسيلة استنهاض جديدة فعلت فعلها في هذا الحقل واعترف لها المحب والمبغض في آن. فالمقاومة كما الثورة ليست شعاراً ولا خطاباً ولا اعلاناً وإنما هي فعل من قوم أولي بأس شديد، عقدوا العزم على تحرير قلوب أبناء الأمة عن الأسر لتتحرر أرضهم من الاحتلال.. فكان ما كان.. ولأن الغاية كبيرة فلا بد أن يكون الثمن كبيراً.. فكان الشيخ راغب وقبله وبعده أولئك الحواريون الذين قالوا نحن أنصار الله لتقطع المقاومة مرحلة جديدة من مراحل الاستنهاض.. ليكون هناك مقام آخر ينبغي أن تصل إليه المقاومة من خلال ثمن آخر يدفع في الطريق إلى الله تعالى.. فكان سيد شهداء المقاومة.. الشامخ في حياته والشامخ في شهادته هو الوقود الجديد لتصل المقاومة إلى مرحلة أصبحت فيها أمل الأحرار في العالم.
فتحية إلى الثورة وقائدها المعظم.. حامل نهج الإمام وقائد الأمة إلى المجد.. نجدد له العهد في هذا اليوم وفي كل يوم على أن نبقى أوفياء لهذا النهج الذي من خلاله تذوقنا طعم الانتصار على الشر الكامن في أنفسنا قبل أن ننتصر على العدو المتربص بنا في أرضنا السليبة.

وتحية للمقاومة بشهدائها ومجاهديها وعلى رأسهم سيد المقاومة أبو الشهداء وسيد المجاهدين، ونعاهده على أن نكون ممن يتصدى بسلاحه وقلمه لكل من يقف في طريق الجهاد والمقاومة.
ونقول للأمة التي بايعت وضحت في سبيل الله.. أعاد الله عليكم هذا العيد بالخير والبركة والنصر فإن النصر هو بوابة الخير ومعبر البركة.. ولئن لم يكتب لنا النصر المبرم على عدونا فإن مقدمات النصر قد حصلت بعون الله.. أوليس التولي لأولياء الله شرطاً نم شروط الانتصار، أوليس التبري من أعداء الله شرطاً آخر من شروط الانتصار، ألم تدفع هذه الأمة ثمناً لتوليها وتبريها في آن.. لقد دفعت الأمة ثمناً كبيراً بذلك.. ولكن من أجل شيء أكبر بكثير من الثمن.. نعم لقد اشترت الأمة حياتها التي لم تكن بحوزتها فيما مضى.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾. فهنيئاً لأمة بأعيادها..
وكل عام وأنتم.. والثورة.. والمقاومة بألف خير.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع