لقد تكلمنا في العدد الماضي على نوبات الصرع العادية، "هزات الحائط"، بشكل عام. وبما أنّ 5% من الأطفال بين سن الثلاثة أشهر والست سنوات يتأثرون بهزات حائط سببها الأوحد هو الحرارة، فمن المهم لكلّ أهل وبخاصّة الأم أن يكونوا على حذر من حدوث هذه التشنجات لما تسببه من توتر عائلي، في بعض الأحيان.
* تعريفها:
عدة مفاهيم تشكل الأساس في تعريف نوبات الصرع المسبّبة بالحرارة.
أولاً: هذه النوبات هي عمودية، ونادراً ما تطول لأكثر من خمس دقائق.
ثانياً: مسببها الأوحد هو الحرارة العالية (فوق 39 درجة مئوية).
ثالثاً: العمر بين ثلاثة أشهر وثلاث سنوات ولكن حصولها ممكن حتّى سن الست سنوات.
رابعاً: لا توجد في السيرة المرضية للطفل نوبات صرع مرضية (عادية) سابقة.
85% من أسباب الحرارة العالية هو نتيجة التهاب فيروسي مثل الرشح والكريب (الإنفلونزا) والإسهال و 15% هو نتيجة التهاب بكتيري مثل التهاب اللوز أو الأذن الخارجية أو الوسطى. وعادة هذه التشنجات تحصل في اليوم الأول من الحرارة العالية.
من الواضح تماماً أنّ العمر له دور أساسي في حصول هذه النوبات، فنادراً جداً أن تحصل هذه الهزات بعد سن الست سنوات.
كذلك الأمر، فإنّ الشيء الغريب أنّ 35% من الأطفال المعانين من هذه النوبات لهم أقارب كانوا قد عانوا منها في صغرهم كالأب أو الأخ أو الخالة وغيرهم.
90% من هزات الحائط المسبّبة بالحرارة هي هزات بسيطة أي ليس لها عواقب وخيمة، إنّما الباقي (أي 10%) هي هزات معقدة وهذه نسبة ليست بسيطة إذ أنّ 50% من هؤلاء سوف يعانون من نوبات صرع في المستقبل، كالتي تحدثنا عنها في العدد الماضي.
* المخاطر:
أولاً: إنّ أكثر ما يخاف منه الأهل هو تكرار هذه الحالة. فالبعض ينظر إليها وكأنها عارٌ على عائلته. وهذا المفهوم مختلف تماماً. ولكننا لا ننفي أنّ التكرار سوف يحدث إنّما عند حوالي 5% من مجموع هؤلاء المرضى وهؤلاء سوف يعانون من نوبات صرع في المستقبل.
ومن هم الأطفال الذي تكبر عندهم نسبة التكرار؟
أ- إذا كان عمر الطفل المريض أقل من سنة وثلاثة أشهر.
ب- إذا كان أبوه أو أمه أو أخوه أو أخته قد عانوا من نفس المشكلة في صغرهم.
ج- إذا كانت هذه النوبة التي يعاني منها الآن نوبة معقدة.
د- إذا كان أحد الأقارب المذكورين سابقاً أو أكثر يعاني من نوبات صرع عادية.
ه- إذا كان يعيش في دار حضانة للأطفال.
أمّا من هم الأطفال الذي تكبر عندهم نسبة حصول نوبات صرع عادية في المستقبل؟
أ- إذا كان أحد أقارب الطفل مصاب بالصرع.
ب- إذا حدث تخلف في نمو جهازه العصبي.
ج- إذا كانت نوبة الصرع المسبّبة بالحرارة من النوع المعقد.
ثانياً: تخلف مؤقت في أجزاء من الجهاز العصبي مثل شلل "تود" الذي يشبه الشلل النصفي.
ثالثاً: معدل الذكاء: فقد وجد أنّ الأطفال الذين يعانون هزات حائط مسبّبة بالحرارة لا تتغير نسبة الذكاء عندهم، خاصّة إذا كانت بسيطة. إلاّ أن تغيراً في نسبة الذكاء قد يحدث إذا كانت الهزة من النوع المعقّد.
* العلاج:
العلاج الوحيد هو تخفيض الحرارة. أمّا إذا طالت النوبة أو أصبح الطفل يعاني من أكثر من نوبتين، فيجب التدخل عن طريق العلاج الدوائي. وأهم دوائين هما Phenobarloital و Valproate.