عزيزي القارئ
مع إطلالة شهر شعبان المعظّم تلوح تباشير دعوة إلهية لاستضافة عباده المؤمنين في شهر الضيافة والكرم شهر رمضان المبارك.
وإذا كان الداعي هو الله تبارك وتعالى الكريم المطلق، وقد قال عزّ من قائل: الصوم لي وأنا أجزي به، ولكن هل نكون – نحن المدعّوين الضيوف – لائقين لهذه الدعوة يا ترى؟!
لا شكّ أنّ للضيافة أصولاً وآداباً لا بدّ من مراعاتها، وقبل ذلك لا بدّ أن يتهيأ المدعو ويستعد كمال الاستعداد للحضور في محضر المضيف، وإلاّ ردّه الحاجب عن الباب. ولعلّ خير ما يسعدّ به المؤمن لشهر الصوم المبارك هو المناجاة الشعبانية المباركة التي كان يتعاهدها جميع الأئمة المعصومين عليهم السلام ويواظبون عليها.
عزيزي القارئ
إنّ التمعّن في هذه المناجاة العزيزة على أهلها يظهر أنّ التهيؤ والاستعداد لا يكون إلاّ بالتخلّص من حبّ الدنيا، بل بالانقطاع إلى الله المتعال. فلنقرأ مع أمير المؤمنين عليه السلام: إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك، وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك حتّى تخرق أبصار القلوب حجب النور فتصل إلى معدن العظمة وتصير أرواحنا معلقة بعز قدسك....
رزقنا الله وإياكم!
وإلى اللقاء