مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

قصة العدد: مفخخ... غير مفخخ!!

 


* المشهد الأول:
انتبهوا إلى ما أقوله جيداً، فأنا أتكلم بلغة العلم العسكري أولاً ومن خلال تجربتي الشخصية في الحرب مع (جماعة حزب الله) ثانياً!!
وران عليهم صمت من هو جالس في عزاء...
كانوا كمجموعة مومياءات تصغي إلى نعيق بوم أبرص... ضابط من جيش العملاء اللحديين يلقي آخر التعليمات للمجموعة العسكرية التي سوف تعمل تحت إمرته في مواجهة رجال المقاومة.
(يمكن أن تجد جعبة مرمية على الطريق أو بندقية أو مطرة أو حتى مجلة أو جريدة أو قلم أو علبة دخان).
وصمت قليلاً وحدّق بهم.
(إياك إياك أن تمد يدك إليها... فإنها يمكن أن تكون مففخة!!
عليك انتظار الخبير وتطويق المكان... أو إطلاق النار عليها من بعد... وإذا صار وأردت أن تتناولها فمسؤوليتك على عاتقك، ويمكن تروح عليك).
ولم يمر وقت طويل منذ أن خرجت هذه الكلمات من فم الضابط ودخلت إلى آذان هؤلاء الجنود ولمّا تخرج من آذانهم الأخرى بعد.. حتى كانت الدورية العميلة تسير في موكب عسكري لكي تطبق الدروس التي تلقتها والفنون التي تعلمتها في مواجهة رجال المقاومة.
كان الضابط في سيارة الجيب خلف نصف المجنزرة وكانت مجنزرة أخرى تسير خلفه فكان موكباً مهيباً بكل معنى الكلمة... وقد لا يجرؤ رجال المقاومة على مهاجمته.. إلا أن إشارة من رامي الرشاش الثقيل على المجنزرة صدرت فتوقف الرتل على أثرها عن التقدم...
لماذا توقف؟ (صرخ الضابط)
يقول (...) أنه رأى شيئاً على بعد خمسين متراً مرمياً على الطريق (أجابه الجدي)...
- مرمياً على الطريق؟
- نعم سيدنا...
- حسناً لينزل ويذهب ويتأكد ولكن لا يمسه.. كما تكلمنا عند الصباح..
وفيما كان الجندي يتقدم إلى حيث الرشاش وكان الضابط يراقبه من بعيد، كان بقية الجنود ينتشرون على جانبي الطريق ويراقبون ما يجري... ومضت دقائق وصل خلالها الجندي العميل إلى الرشاش وألقى نظرة عليه..
- ماذا ترى؟ صرخ الضابط من بعيد
- سيدنا رشاش كلاشينكوف فقط!..
- هل تلاحظ أحداً أو شيئاً آخر حولك؟
- كلا سيدنا لا يوجد أحد...
- إذاً لا تلمسه فهو مفخخ قطعاً..
واقترب الضابط العميل واقترب معه بقية رجاله بحذر وهدوء ثم انتشروا على جانبي الطريق بينما كان الضابط يصل إلى حيث كان الجندي والرشاش ويقف فوقه تماماً متأملاً فيه ولعله كان يفكر في كيفية تفجيره أو في كيفية تفكيكه..
وليس من المهم أن نعلم ما الذي كان يفكر فيه هذا العميل فسوف يصبح هو نفسه بلا جدوى كلياً بعد قليل.
إذ سرعان ما انهمر الرصاص والقنابل اليدوية وقدائف الأنيركا من الرجال الذين أحسنوا الاختباء والتمويه بطريقة مذهلة...
وفي اللحظات الأولى سقط الضابط العميل واثنان من الجنود العملاء صرعى بينما انتشر بقية الجنود مذهولين مذعورين يبحث كل واحد منهم عن زاوية تقيه هذه النيران....
استمر إطلاق النيران بكثافة من رجال المقاومة، فيما استمر العملاء ف تخبئة رؤوسهم...
ومضت دقائق من الصمت.. ودقائق أخرى.. ولا من يجرؤ من العملاء على رفع رأسه... حتى مرت عشر دقائق كاملة... كانوا بعدها يقفون الواحد بعد الآخر.. بينما الضابط والجنديان يسبحان في بركة من الدم والرشاش قربهما لا يتحرك...

* المشهد الثاني:
بعد ساعة استغرقت قدومه من ساحة سراي بنت جبيل حيث كانت لهجته المصرية وتبجحه الزائد بقدرته على تفكيك عبوات «حزب الله» يلفتان الانتباه إليه، وقف عند الرشاش الكمين ينصت لأحد مرافقي الضابط القتيل.
- أعتقد حضرة الضابط (...) أن الرشاش مفخخ فاقترب منه مع (...) و (...) فتبين أنه طعم لكمين.. وكنا بعيدين.. و...
وقاطعه الضابط اليهودي...
كان لازم يخللي باله أكثر من كده.. ده راح في داهية.
صحيح سيدنا.. ولكن هذه هي التعليمات.
- عارف بس مش كل حاجة نلاقيها لازم تكون مفخخة يعني...
- معك حق سيدنا.
وكعبقري في الحرب، وخبير متفجرات... وطاووس متعجرف تقدم الضابط اليهودي إلى الرشاش وتناوله بهدوء.. وتأمله بدقة.. ثم وضع طلقة في بيت النار، ورفع فوهته إلى الأعلى وضغط على الزناد...
ودوى انفجار شديد.. كان الضابط اليهودي على أثره مرمياً ممزقاً...
لقد انفجر الرشاش بمجرد أن ضغط على الزناد.. فقد كان عبوة كاملة... وضاعوا... بين مفخخٍ وغير مفخخٍ...

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع