هادي... أي نجم أنت؟ إن نام.. ازداد تألقاً وخجل منه القمر..
وغضّت النجوم الطرف حياء...
بورك فيك... أيّ فارس أنت؟ إن نام؟
أيقظ عنفوان دمه شعوباً راحت
في سبات عميق...
نمن ولم تمت... فالجسد يرتاح اليوم إلى أجل مسمى... إلى يوم تبز فيه بدراً فوق رؤوس الأشهاد
وبريق الدم ينير جسدك الطاهر.
هادي...
دعني أتلمس جبهتك الهاشمية السمراء.. وأشمّ أنفاسك الطيبة... أغرف من نبع دمك السيّال؟ الذي فجره الرصال الحاقد فآلم خاصرتك...
أخي.. احملني إليك على راحتيّ كفيك الناعمتين... أم قسا قلبك؟!!
هادي... هل قسا قلبك أم أنك آنست الرحيل؟
فمضيت تحت جنح السلاح مع الفجر إلى الجنان.. حيث الحور العين!..
أيّ حبيب أنت... أنظر... لقد تلقيت عينيّ بكفيّ بعد أن ألهبهما حرّ الدموع التي فاضت من جفني.. وانظر قلبي!! فلقد مزقه وفطّره حدّ الفراق...
هل قسا قلبك!!
لن أزيد... فإني أخاف إن كتبت إليك بحبر العين... أن يحنّ دمعك...
وينجرف على صدر وجنتيك الورديتين...
وأخاف أن أشغل قلبك... فازداد شوقاً إليك..
أخي... هل قسا قلبك؟؟
ما عاد أنيسي بعد أن طبع قبلة لم أعلم أنها كانت الأخيرة من تلك الشفاه...
وفارقني بعضي إلى عالم المستشهدين... لكن!!!
كلانا واحد... كيف لا!!!
والدم فينا واحد؟!
وقلبك.. أعطى بعضه لصدري فصار قلبنا واحداً!!
هادي...
الشوق إليك يأخذني من يديّ.. ويسري بي نحو الطريق التي سلكت... لأنني هناك سؤلوي ذراعاً ضغطت على الزناد...
وأمزق قلباً قسا وأطلق النار عليك؟
ففجر نبع الدم الطاهر منك وآلم خاصرتك...
هادي... لقد أحببت الأرض فأحبتك... وفديتها فحضنتك... وسبقتني؟ ولكن!
إنني ملك بعض دمك.. وفيّ روحك وقلبي قلبك... وعزمي ازداد بعزمك...
فلقد تعاهدنا على أن لا نفترق.. أم تراك نسيت؟!
هادي... لقد حضنت سلاحك!
واكتسيت رداءك...
وجهزت الكفن وعشقت الموت!؟!؟
وأخذت القرآن بيدي...
وصار الهدف نصب عينيّ؟! لألحق بك..
وأزيد على صدر أبي وساماً آخر..
وأدمى أعيناً نظرت إليه تترقب الدمع يسيل على وجنتيه!! فتسلبه بريق عينيه...
لكن... كان الصمود والشموخ وكانت العزة...
فالجبل الرفيع.. أحنى الهامة أمام شموخ أبيك.. والقمم الشامخات...!!
وخضع كل جبروت.. لجبروته الجميل... الذي كشف الضعف في النفوس...
أخي..
سأفي بالوعد...
وأسير إلى حيث مضيت..
فلقد آلمني الفراق..
وحرّقني الشوق لنور عينيك.
أخي!!
سأسعى لبلوغ غفران الله ونيل رحمته فيكرمني..
وسأفدي الأرض بدم رخيصاً لأجلها...
فيصبح حتماً أن تضمني بين أضلعها ..
هادي..
نم قرير العين...
فاللقاء قريب إن شاء الله..
فلقد نلت الوسام وأعززتنا...
وآنسك الرحيل ففارقتنا...
وبلغت الجنان مستشهدا...
وأكرم اللهبك بيتنا...
ويا موت صرت ملكي!!
وإنّي لك بارز...
فما كسبت هادي وما فرّقتنا...
أخوك المحب
محمد جواد حسن نصر الله