وهنا ركعتُ بباب مكّةَ خاشعاً
ونذرتُ عمري للرّضا وجوارحي
وهنا كأنّ لكربلا ماءً جرى
تختالُ نحو النّور فيهِ مدائحي
أو باب فاطمَ في رُباه معلّقٌ
مثلَ السّما قد ردَّ روح جوانحي
فطفقتُ احتضنُ المقامَ مهلّلا
وسألتهُ: هل يا حبيب، مُسامحي؟
وبكيتُ، في طرفي صغيرٌ حائرٌ
يتّمتُ أطفال الهوى بنوائحي
يا وردَ حبّ الله يا عين السّرى
نحو الخلود بكَ استعدتُ ملامحي
صبٌ ترابيُّ السّؤال وحالتي
حيرى فهب لي رأفةً بمسابحي
والطّين يأسرني وقلبي كاظمٌ
لكن شديدُ الشّوق أصبحَ فاضحي
أهذي أم اللأواء زادت حرقتي؟
ما عادَ تنفعُ غربتي وصوائحي
سلطان عمري ليس لي إلّا الفنا
حتى أرى شمس ربّي عندما
تغفو بقبّتك الحياة مطامحي
لو أنّ لي أمر البقاء لساعةٍ
لجعلتُ مشهدَ ساعةً لمرابحي
مريم عبيد