دمي لن يذركم في أمانكم، أرقد قرب أصدقائي في كرمان؛ كهف الله. رقادي هذا سيقضّ مضاجعكم وسيزلزل الأرض تحت أقدامكم. لقد تركت لكم كما صديقي عماد؛ آلاف المقاتلين المدرّبين الحاضرين للشهادة، هؤلاء الذين لم تذوقوا إلّا اليسير من بأسهم.
أنتم لا تعرفون كيف نفكّر، ولا كيف نحضّر، ولا كيف نستدرجكم إلى جهنمٍ أوقدتموها بأيديكم. لسنا من ينام على الضيم؛ كلّ تجهيزاتكم وجحافلكم وقوّاتكم ما هي إلّا هباء منثور أوهمتم بها ضعاف النفوس بقوّتكم، وظنّ الجاهلون أنّكم أهل كبرياء وقوّة، ألا إنّ القوّة لله جميعاً، وهو يعزّ من يشاء ويذلّ من يشاء، ألا وإنّكم مبتورون عن الله، ومن قطع اتّصاله بالله، لن يدرك طريق النصر، بل سيبقى ذليلاً.
دمي سيفجّر روحيّات أبنائي الذين تشظّوا على طريقي، ألا وإنّ هذا التشظّي سيحرق أوكاركم.
بسم اللّه الرحمن الرحيم: ﴿وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا﴾.
مريم عبيد