أنا وطنٌ تعيشُ بداخلي الغربانُ
والأحزانُ والنيرانُ
أنعقُ كلَّ ساعاتي
وأنفقُ كلّ أموالي
لأشبعَ رغبةَ الحيتان
أنا الدكّان والدكّان والدكّان
وأفتحُ كلَّ أوراقي لأهلِ الخير إن جاؤوا
ولا ألقي إلى أحدٍ بسوءِ الظّنِّ والنّيّة
فينهشُ لحميَ الثّوارُ إن لَصَقوا بتابوتي شعاراتٍ بـ"حنّيّة".
أنا وطنٌ من الأجزاءِ والأقسامِ والأنصافِ والأوهامْ
أقبّل رأسَ مَن سَرقوا
وأرفع شمسَ مَن بَصَقوا
على وجهي وتاريخي
وباعوني لأجلِ "اللاعدائيّة"
وكالوني بأكيالِ "الحياديّة"
فَكَم سِعري؟
سأُخبركم
عن الدولارِ
والأسعارِ
والقتلى بخبز النّارِ
والموتى
على سجادة الأقدارِ
والجرحى
ومَن صُلِبوا
ولم يَجِدوا
لغرزِ عظامِهِم مِسْمارْ
سأُخبركم
سأفضحُ كلّ أوراقي
ملفّاتي
دعاياتي
أجنداتي
محطّاتي
وشعب الثّورة المُختار
لقد شرّعتُ أبوابي
لأهل الطبّ والعلماءِ
جاؤوني أساطيلَ أساطيلاً
وهزّوا لي مهود النّومِ
ترنيماً وترتيلا
عبرنا من مآسينا
وشدّ بمقلتَيه النّصر
داسَ الذلّ
أخرجنا
من الظّلمات
حرّرنا من المحتلّ
فضَّ الروح قربانا
أراق مياه جبهته
لكي نحيا، وأبقانا
ولكنّي أنا وطنٌ
تعيش بخاطري الأسماكُ
أنكرُ لحمَ مَن عاشوا
على جبلٍ من الشّهداء
أواري سَوأتي في اللّيل ..
تنعقُ داخلي الغربانُ
أجنحُ في تفاصيلي ..
ترى هل صرتُ قابيلا؟
مريم عبيد