ها أنا أخطو خطواتي الأولى لأدخل عالمي الجديد... هناك حيث لا أحد، الكلّ نيام، فقط أرواحهم تعانقني، دخلت وألقيت السلام، لا صوت، لا همس، احترت من سيستضيفني، أغمضت عينَيّ وجعلت النسيم يحملني لأجلس على أحد القبور. فتحت عينَيّ لأرى اسمه الجميل.
في ذلك العالم الجديد، كنّا جالسين مع الشهيد نضحك، على رأسه بعض الدماء، لكنّي -مع الأسف- لا يمكنني مسحها، دخل علينا المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف ومسح على مكان الجرح، فأنبت زهراً. أنا لم أكن شهيدة كي أنال هذا الشرف، ولكن ما أجمل ابتسامته عندما كان في أحضان الإمام.
عدت إلى الحاضر، وإذ بمَن حولي يردّدون "وأخرجني من قبري، مؤتزراً كفني، شاهراً سيفي، مجرّداً قناتي، ملبّياً دعوة الداعي في الحاضر والبادي".
قبّلت الضريح، وقلت سنلتقي!
فالصبح بات قريباً!
حوراء المقداد