إعداد: زينب فهدا
هو الإمام علي بن الحسين بن علي، والده الإمام الشهيد الحسين عليه السلام وأمه السيدة الجليلة (شاه زنان) سليلة الملوك، وحفيدة كسرى "الملك العادل"، كما قال فيه النبي صلى الله عليه وآله. نشأ الإمام عليه السلام في بيت الوحي، وأدرك سنتين من خلافة جدّه أمير المؤمنين علي عليه السلام، وعشر سنين من إمامة أبيه الحسين سيد الشهداء، ودامت إمامته أربعاً وثلاثين سنة.
لقد كان عصر الإمام عليه السلام من أسوأ العصور الإسلامية على امتداد التاريخ، فقد حدثت فيه كثير من الأحداث الجسام التي ابتلي بها المسلمون، وكان من أقساها وأفجعها، وأشدّها هولاً مأساة كربلاء، فقد انتهكت فيها حرمة النبي صلى الله عليه وآله في ذريته، وأهل بيته. ومن بين الأحداث المفجعة التي عاناها الإمام عليه السلام واقعة الحرة التي انتهكت فيها حرمة مدينة النبي صلى الله عليه وآله ومركز دعوته، فقد استباحتها جلاوزة يزيد بن معاوية، فاقترفوا فيها كل ما حرّمه الله من إثم، وسحقوا جميع القيم والأعراف. ولد في المدينة المنورة يوم الخميس، في الخامس أو التاسع من شهر شعبان من سنة ثمان وثلاثين من الهجرة المباركة، قبل وفاة جدّه بسنتين. قضى الإمام عليه السلام شهيداً مسموماً، في المدينة المنورة، في شهر محرم الحرام، يوم السبت، وتعددت الروايات في يوم شهادته، ولكن المشهور هو في الخامس والعشرين منه، في السنة الرابعة والتسعين للهجرة. ودُفن عليه السلام في المدينة ببقيع الغرقد بجانب قبر عمه الإمام الحسن عليه السلام. تزوج الإمام عليه السلام زوجات عديدة، وأنجب خمسة عشر ولداً، منهم: الإمام الخامس محمد الباقر عليه السلام، عبد الله والحسن والحسين الأكبر، وزيد الشهيد. أمّا نقش خاتمه عليه السلام فقد كان (وما توفيقي إلا بالله) وقيل (علمت فافعل). وصف شاعر العرب الفرزدق في رائعته هيبة الإمام عليه السلام بقوله:
يكادُ يُمسكه عرفانَ راحته |
ركنُ الحطيم إذا ما جاء يستلم |
يَغضي حياءً ويُغضى من مهابته |
فما يُكلَّم إلا حين يبتسم |
كُني الإمام عليه السلام: بـ "أبو محمد"، وقيل أيضاً بـ "أبو حسن". ولقِّب بألقاب كثيرة منها:
زين العابدين، وهو أشهرها.
السجاد: لكثرة سجوده وعبادته لله.
الأمين.
الرهبانيّ.
البَكّاء لكثرة بكائه على والده الحسين عليه السلام بعد استشهاده بكربلاء.
الزاهد.
منار القانتين.
خازن وصايا المرسلين.
ذو الثفنات لأنه كان طويل السجود وكثير الصلاة.