د. بسام الصايغ*
إنَّ جفاف الجلد مشكلة جلدية عامة، وتزداد في فصل الشتاء لقلة الرطوبة في الهواء البارد، مما يسبب حكة واحمراراً في الجلد. وقد يؤدي جفاف الجلد إلى تشققه، مثل تشقق الشفاه أو الكعبين. وقد يؤدي إلى ضعف الجلد أمام الجراثيم. يعدّ التّوازن بين الزّيوت والرّطوبة شيئاً حيوياً من أجل جلدٍ صحيحٍ وجذّاب. وتفرز الغدد الدهنية الزيوت التي تجعل سطح الجلد زلقاً. وتتمثل الرطوبة في الماء الموجود داخل خلايا الجلد والتي يصل إليها عبر الدم. هذا الماء هو الذي يحافظ على خلايا الجلد في حالة ممتلئة وصحية وتبدو شابّة ونشطة. ونظراً لأن الزّيوت والرطوبة تعملان معاً، فينبغي أن تكون خلايا الجلد رطبة بما يكفي، كما ينبغي أيضاً أن يتوفّر ما يكفي من الزّيوت للعمل كدرع يمنع التبخّر الزّائد للرّطوبة من طبقات الجلد الخارجية.
* أسباب جفاف الجلد
يعتقد الكثيرون أن بشرة الوجه هي التي تصاب فقط بالجفاف نظراً لحساسيّتها الشديدة. ولكن حقيقة الأمر أنّ الجلد بصفة عامة عُرضة للجفاف نتيجة لعوامل خارجية كثيرة، أهمها:
1ـ البرد والهواء والمياه.
2ـ التدفئة واحتكاك الملابس بالجسم.
3ـ غسل الوجه بالماء والصابون بطريقة مبالغ فيها.
4ـ استخدام الماء الحار في غسل الجلد؛ لأنه يذيب الطبقة الدهنية.
5ـ استخدام مستحضرات أو منظّفات تحتوي على مواد تذيب الطبقة الدهنية الواقية للجلد.
وقد يكون الجلد عُرضة للجفاف نتيجة لعوامل داخلية، منها:
1ـ كسل في نشاط الغدة الدرقية.
2ـ إصابة فطرية أو بكتيرية.
3ـ استخدام بعض الأدوية التي تسبب جفاف الجلد.
4ـ وجود أمراض داخلية.
5ـ حمية قاسية.
* العلاج
يبدأ علاج جفاف الجلد من خلال الالتفات إلى ما ذكر من عوارض ومراجعة الطبيب المختص مع مراعاة المسائل التالية:
1ـ استعمال الماء البارد عدة مرات يومياً.
2ـ تناول السوائل وعصير الفواكه والماء بكثرة.
3ـ دهْن الوجه أو الجلد بزيت الزيتون أو بالفازلين (يفضّل الأصفر)، أو بزيت الأطفال أو الزيت المعدني بعد كل حمام مباشرة.
4ـ عدم فرك جلد الوجه بالفوطة أو الإسفنجة.
5ـ مراقبة ما يثير الجفاف من أطعمة أو اختلاف المناخ أو ظهور أعراض مرافقة للجفاف.
6ـ الإكثار من الخضار والفواكه لاحتوائها على مواد تدخل في تركيب الجلد، كما تعتبر مصدراً لرطوبة الجلد الداخلية...
* بسيط ومركب
أما نوعا جفاف الجلد فهما: جفاف الجلد البسيط وجفاف الجلد المركّب. وينتج جفاف الجلد البسيط عن نقص في الزيوت الطبيعية، الذي تتباين أسبابه. وغالباً ما تصيب هذه الحالة السيدات دون سن الخامسة والثلاثين أما جفاف الجلد المركّب فإنه يفتقر للزّيوت والرّطوبة معاً، ويتميّز بخطوط دقيقة وبقع بنية وتغيّر في لون الجلد وزيادة في حجم المسام وترهّل الجلد. وعادة ما يرتبط بالتقدم في السن.
* بماذا يتميز الجلد الجاف؟
يتميز جفاف الجلد بافتقاره إلى البريق وبكونه حرشفياً وعلى هيئة رقائق، كما تتكون فيه التجاعيد والخطوط الدقيقة بسهولة. وعادة يعطي شعوراً بأنه مشدود وغير مريح بعد غسله إلا إذا وضع عليه نوع من المرطبات أو كريم الجلد. ويعدّ القشب أو التشققات علامات للجفاف الشديد للجلد وافتقاده للماء.
* ما هي أماكن جفاف الجلد؟
من المعتاد حصول جفاف الجلد في مناطق الجسم المعرّضة للعوامل الطبيعية مثل الوجه واليدين، لكنه قد يكون مشكلة للجسم كلّه أيضاً خاصة في فصل الشتاء. وهو يعدّ حالة وراثية بصفة مبدئية، ولكنّه قد ينشأ (أو يزداد حدّة) نتيجة لسوء الغذاء وللعوامل البيئية المحيطة مثل التعرّض للشمس أو الرّياح أو البرد أو المواد الكيميائية أو مستحضرات التجميل، أو الإكثار من الاستحمام باستعمال الصابون القوي.
* هل من دور لنقص التغذية في جفاف الجلد؟
نعم قد يؤدي النقص الغذائي أيضاً إلى جفاف الجلد، خاصة نقص فيتامين(أ) وفيتامينات (ب). ويبدو أصحاب البشرة الفاتحة أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بجفاف الجلد، خاصّة مع تقدّم السنّ بهم، فيميل جلد غالبية النّاس إلى أن يصبح أقلّ سماكةً وأكثر جفافاً مع تقدّم السن. كثير من النّاس لديهم جلد جاف في بعض المناطق، وزيتي في مناطق أخرى. فمثلاً، يميل جلد الجبهة والأنف والذقن إلى كونه زيتياً في الحالة النموذجية للجلد المركّب، بينما يميل الجلد المغطّي لباقي أجزاء الوجه للجفاف.
* توصيات
للوقاية من جفاف الجلد إليك بعض النصائح:
- تناول غذاءً متوازناً يتضمن الخضراوات والفواكه والحبوب والبذور والمكسرات.
- تناول الأطعمة الغنية بالكبريت والتي تساعد على إبقاء الجلد ناعماً وشاباً. تتضمن المصادر الطبية له الثوم والبصل والبيض والأسباراجس (الهليون)، ويمكن شراؤه في هيئة أقراص.
- تناول نصف جالون من الماء النقي على الأقل كل يوم للمحافظة على قدر طيب من الماء في الجلد.
- تجنب الأطعمة المقلية والدهون الحيوانية والزيوت النباتية المعالجة حرارياً.
- لا تتناول المياه الغازية أو السكر أو الشكولاتة أو رقائق البطاطس أو الأطعمـة سريعة التحضير.
- تجنب الكافيين، لأنه يؤدّي إلى فقدان السوائل والمعادن الضرورية من خلايا الجلد.
- لا تدخن وتجنب استنشاق دخان الآخرين.
- لا تستخدم الصابون القوي أو الكريمات المنظفة للجلد. بدلاً من هذا، استخدم زيوت الزيتون أو الأفوكادو أو اللوز الصافية لتنظيف الجلد.
- استخدم الليف (اللوفة) والماء الدافئ مرتين أسبوعياً لغسل الوجه وذلك لتقوية الدورة الدموية وإزالة خلايا الجلد الميتة.
- عليك دائماً بترطيب الجلـد بعد تنظيفه.
* التشققات الجلدية
التشققات الجلدية هي ندوب جلدية تظهر على شكل خطوط طولية زهرية اللون أو بيضاء اللون (حسب عمرها الزمني)، وتصيب بشكل خاص منطقة البطن وتحدث بنسبة قد تصل إلى (90%) عند السيدات الحوامل حيث يتضح ظهورها كلما تقدم الحمل وزاد اتساع البطن (الثلث الثاني والثالث من الحمل). أما أماكن ظهور التشققات فهي: الفخذان البطن الصدر المعدة الإبطان. ونظراً لقلة مرونة الجلد وحدوث تمدد مفاجئ له، يتشقق الجلد ويحدث ما يشبه التمزق، وتظهر خطوط حمراء صغيرة تتسع تدريجياً متحولة إلى اللون الأبيض، ويكون ذلك بسبب السمنة المفرطة اختلال الهرمونات الحمل الأمراض الهرمونية مثل أمراض الغدة الجار كلوية والأمراض المزمنة مثل الأورام الباطنية استعمال دهانات الكورتيزون لفترات طويلة.
* طرق العلاج
يعتمد العلاج على معرفة العامل المسبب، فإن كان هرمونياً فلا بد من علاج الخلل الهرموني، وإن كان ميكانيكياً (الحمل زيادة الوزن) فالعلاج يعتمد على إنقاص الوزن وممارسة التمارين الرياضية الخاصة. أما دوائياً: فيكون بالابتعاد عن الاستخدام السيئ للكورتيزون. أما علاج التشققات الجلدية في حال ظهورها فإن هناك طرق علاج متعددة وحديثة. وتعتمد طريقة العلاج على حجم التشققات الجلدية وعلى مدة حدوثها ولون هذه التشققات الجلدية وعمقها. فكلما كانت التشققات حديثة وكان العلاج أبكر وأسرع كانت النتائج المرجوة أفضل وأسرع.
ـ الوقاية هي خير علاج للتشققات ويتم ذلك عن طريق استعمال المطرّيات والمرطبات الجلدية التي تحتوي على دهون وزيوت عالية التركيز، والحرص على عدم جفاف الجلد مما يقلل من نسبة حدوثها.
ـ استعمال المشدات لمنع تمدد الجلد أثناء الحمل.
ـ وفي حال ظهور التشققات ينصح باستعمال الدهانات الموضعية والزيوت والتي تساعد في عملية تجديد الخلايا الجلدية.
ـ استعمال ليزر التقشير.
وللعلم فإنّ العلاجات المتوفرة حالياً مساعدة على تحسين مظهر التشققات ولا تعتبر علاجاً نهائياً.
* توصيات عامة
- تجنّب الشمس قدر الإمكان، فهي مسؤولة عن غالبية الأضرار التي تصيب الجلد. فهي تسبب الجفاف والتجاعيد، وحتى الطفح الجلدي والبثور.
- ضع دائماً واقياً جيداً من الشمس على المناطق المكشوفة من الجلد إذا كان ينبغي لك التعرض للشمس.
- في حالة إصابة الجلد بالقشب أو التشقق، زد من استهلاكك للماء والأحماض الدهنية الأساس.
- أحسن تغطية المناطق المصابة بالقشب بمادة مزلقة مع حمايتها من العناصر الجوية.
- لرعاية الجلد المركب، تعامل مع المناطق الجافة على أنها جلد جاف ومع المناطق الزيتية على أنها جلد زيتي.
ـ وينصح الأطباء في هذا المجال بشرب ما لا يقل عن 1و5 لتر ماء في اليوم الواحد خاصة في فصل الشتاء لأن التدفئة تؤدّي إلى جفاف الهواء.
وللحفاظ على بشرة ناعمة حتى في فصل الشتاء يجب تناول أطعمة غنيّة بفيتامين (أ) وبالأحماض الدهنية الأساس (الزبد وزيوت الشلجم، وهي زيوت بذور اللفت). كذلك تمثل البروتينيات الوقود والمكوّن الرئيس بالنسبة للعضلات. وللاحتفاظ بجسد متماسك لا بد من تناول نوع من أنواع البروتين مرة في اليوم وليكن اللحم، أو الأسماك، أو البيض أو الصويا.
(*) أخصائي بالأمراض الجلدية الزهرية، تجميل.