* للقدس: (رداً على شارون يوم استباح حرمة الأقصى)
كمال الموسوي
ما لِلْمُؤَذِّنِ لم يصدح كعادتِهِ |
من جامِعِ القدسِ تنبيهاً وتذكيرا |
لا بدَّ من سببٍ تبدو غرابتُهُ |
إذ ردَّد الكلُّ تهليلاً وتكبيراً |
يا للغرابةِ خاضت خيبرٌ حمقاً |
في مسجِدِ الطهر تهويلاً وتأثيراً |
وظنَّ أنَّ جموع الشعب ترهبُهُ |
وقاحةٌ أرخت ظلماً وتدميرا |
لكنَّما انتفض الأحرارُ هادرةٌ |
أمواجها كي تلفَّ السهل والجبلا |
فالطفل يقذفُ من أحجاره حمماً |
كرجمِ سجيل يرمي الكفر والفيلا |
سلاحهم في صراع الثأر قنبلةٌ |
دويها أرعب الأعداء والدولا |
لا بدَّ من فرجٍ تبدو بشائرُهُ |
كالفجر يبزغ بعد الليل إن أفلا |
تساءلت دولٌ قد هالها ضعفٌ |
هل في الشهادةِ عزٌ أيها البشرُ؟! |
ألا ترون لصوت الحقِّ جلجلةً |
رغم التهدمِ والتفجيرُ ينتظرُ |
جنينُ هذي مع الأشلاءِ شاهدةٌ |
حيث الجريمة والآلام تنتثرُ |
ولم نرَ فيها سوى شموخ أبٍ |
والأُمُّ بابنها المقتولِ تفتخرُ |
سترتقي بعد ذا رايٌ لنا عرفت |
إبَّان أيار عادت سوف تنتصرُ |
* فأنت فخرُنا
رنا خليل دبوق
مهداة إلى الشهيد المجاهد علي زهير زهري "عبد الرسول"
لكَ ألف تحيّة
بك نسمو ونحيا...
كيف لا ننشدك أدباً وشعراً
وقد أصبحت للبطولة رمزاً وفخراً
ننحني أمام عزمك...
ونفتخرُ بكَ شهيداً ومُقاوِماً
لكَ في الجهاد المجدُ والعِزُ
ومِنْ بين عينيكَ ينبتُ نوراً
وبكَ قد سَما التاريخُ مجداً
واندحرَ العدو جباناً
وللمجاهدين غدوت بطلاً
وربيعك الزاهي سيبقى
على مر الزمان لنا مشعلاً
* صلاة في محراب علي عليه السلام
سمية نعيم قاسم
وأصنع لنفسي أجنحة، لأطير بها بعيداً عن هذا العالم أرحل إلى الماضي صفر اليدين،
ليس معي هدية ولا جواز سفر، فهويتي الحب والولاء... أرحل وليس في جعبتي زاد ولا ماء،
وليس في قلبي حقد ولا بغضاء بل طهر وصفاء. وأدخل إلى رحاب علي، فعلي هو المقصد...
ويستقبلني الأمير الكبير العظيم على باب المنزل، لا حرس يحجبني عنه ولا حجب، منزل
علي متواضع بسيط، هو بيت الخلافة منه تدار سياسة العالم ويُدخلني إلى بيته مُرحِّباً
مستبشراً... ويجلسني على حصير من سعف النخل ويقدم لي طعاماً، فعلي أهل للضيافة، كوب
من اللبن وقرص من الشعير وبضعة حبات من التمر كان يعدها لعشائه، أو لطارق ليل أو
مسكين أو ابن سبيل. عشاء عليٍّ عشاء الزاهدين، علي يحب الناس فيواسيهم بنفسه. كيف
بي وأنا راحل إليه من أرض الجنوب من بلاد الولاء له من ثرى البطولات الجهادية على
دربه، من حدائق الشهداء المائجة بألوان الورد. من مزارع الدم الحسيني، حيث عطر
الكرامة يفوح على التاريخ وعلى العالم.
وآكل طعام علي، فأحس بطعم شهي كلحم الطير في الجنة، وأشعر براحة أبدية وأرتوي من
إبريق ماء كأنه ماء الكوثر، فأحس كأني تخلصت من كل الرواسب الدنيوية. وينهض علي
ويشير إليّ أن اتبعني فألحقه إلى مسجد إزاء المنزل يفوح بعطر النبوة. وتابعت علياً
في صلاته، وهل أفضل من صلاة يؤمها علي؟! وما احتملت عدة ركعات، ثم وقفت أراقب
المشهد، فأنا في مراقبتي أصلي... لم يعد علي في عيني سوى خيال يقوم ويقعد، علي يغيب
مع الملكوت الأعلى، يسبح في رحاب اللَّه، علي يستمتع في هذه اللحظات فينسى نفسه
وينسى من حوله. هل أنا قادر على أن أسبح مع علي في رحاب الطهر والقدس ومشاغل العيش
تمر في رأسي بين الفينة والأخرى مهما حاولت أن أفلت فلن أفلح، فأنا أسير القيود
المادية التي تعيق انعتاق الروح. وجاهدت نفسي على الصبر فأنا ما زلت في حضرة علي
عليه السلام في المسجد، وعلي الروح والعقل والقلب في رحاب ربه آمن خاشع مستسلم.
وعندما فرغ علي من عبادته سلّمت عليه فرد عليَّ السلام بأحسن منها. وعدت من ضيافة
علي وأنا أحمل هذا الزاد، وخير الزاد التقوى. وأنا الآن أردد على مسمع الكون، في
أذن كل موجة سائرة في البحر، وفي أذن كل نسمة هائمة في الفضاء وفي أذن كل مستمع
ومستمعة:
علي الدُّرُّ والذهب المصفى
وباقي الناس كلهم تراب
* حكاية الانتصار
ميرنا عباس نحلة
أشكّل لغة أخرى
فيها سرّ الدمّ.. وسرّ النصر..
أضيء الزمن الآتي، ببعض من كلماتي
أوقف نبض الحزن، وأمحو الخطّ الفاصل بين اللحظة والسنوات..
جئت من طرف السنة الماضية...
بالدمع أحكي قصّة التحرير لا بالكلمات
أو كلّما أردت الحديث عن الوطن، أكون مضطرة إلى استعمال ذات المفردات؟
النصر يدخل بين يدي والورقة
ويسكنني في الحبر والأقلام... يحذف كلّ العبارات
ويخرج من سجن اللّغة الخرساء فالكلمات قوالب
والحريّة الحمراء هي كلّ اللّغات
جئت من طرف السنة الماضية..
جنوبيّة ترعرعت على الجرح وفي عينيّ دمعة
وفي القلب سكيّن وجرح وضماد..
وطني مستنقعاً للحزن كان
كلّ أزهاره كانت دعوة للانتظار
ويداه تلتفّان رويداً رويداً حول عنق المحتلّ
مثل نهرين من شوك ونار..
قناديل قرانا الصامدة كانت تتوق لتضاء من جديد
وعين الخيام الأسيرة ما غفت.. ظلّت ترقب فجر التحرير
على وقع خطوات ملائكيّة.. خطوات فرسان ولدوا من رحم المعاناة
وتحرّروا من الشكوى على باب الخليفة.. وسلام الذلّ..
فكانوا مقاومة إسلامية
ب"اللَّه أكبر" قاموا.. منذ عشرين عاماً..
ومنذ عشرين عاماً.. بدأ الزحف ولا زلنا نقاتل..
ولا تلمع إلا بندقيّة
ودم الشهداء من مدخل الوطن إلى مدخل الجنّة يمتدّ.. حقلاً من الأزهار...
جئت من طرف السنة الماضية أحكي لكم
كيف صار الخامس والعشرون من أيّار في لبنان عيد الانتصار...
* إلى الشهيد أحمد فياض سبيتي "جهاد"
ميثم منصور
بدا جهاد ضاحكاً وهو على موعد مع الصبح
فهو يعلم أن الدم الذي يسقط في سبيل اللَّه لا يجف
إن كان هذا يرضيك... فخذ حتى ترضى...
ومضى...
حيث السر الكامن في عينيه...
ليصعد ذاك الجبل... لطالما أحب هذا الجبل...
ما بين سجد وكربلاء...
حكاية عطش وسيوف ودماء...
وما بين جهاد وعلي الأكبر...
حكاية حب وبيعة وولاء...
ومن رمضاء كربلاء إلى ساتر سجد...
يقف جهاد شامخاً ضاحكاً... يحدق إلى الأعلى تارةً..
وتارة إلى الأقصى...
ويغفو على ترنيمة الرصاص... ليسمو إلى معشوقه الأوحد على صهوة الشهادة... إلى
حيث أحب... حيث لا عين رأت ولا أذنٌ سمعت... ولا خطر على قلب بشر.
* ستعود القدس...
دعاء حسن عبد النبي
قم حرّر أرضك يا مقاوم
وعلى درب الحريّة داوم
قاوم بالحجر ولا تأبه...
لا لرصاصٍ ولا لمدفع
كم من طفلٍ قد قتلْ...
وكم من دم قد سفك
قاتل عدوَّك بالنّار
شتاءً وفي صيفٍ حار
دم الشّهيد سيحرّر...
أرض المقدس ويطهّر
وعلى المدى سيبقى رمز قوّتنا
القدس هو اسم عزّتنا
وسيعودُ عَلَمُكِ يا قدْسُ...
يرفرف في كل سماء
سيعود إليك من رحلوا...
سيُهزم من سفكوا الدماء...
أعداء اللَّه أنا قادم...
بحجري وبجسدي قادم
أنا المجاهد المقدام
سأعيد القدس أرض السلام
لن أتعب لن استسلم ما دامت القدس قيد الاحتلال