فاطمة السيد قاسم
الرطب أو ما يسمى بثمرة النخيل يؤدي دوراً أساسياً في تسهيل عملية الولادة، إضافة إلى إعطاء الأم طاقة هائلة تساعدها على اجتياز ما يعتريها من آلام أثناء الولادة، وللتقارير العلمية أحاديث مطولة في هذا المضمار.
- لقد تبين من خلال الأبحاث المجراة على الرطب، أي ثمرة النخيل، أنها تحوي مادة قابضة للرحم تساعد على الولادة من جهة، وتقوي عمل عضلات الرحم في الأشهر الأخيرة من الحمل، كما نقلل كمية النزف الذي يحصل بعد الولادة مثل مادة OXYTOCIN‚ كما أن فيه مادة مليفة تفيد في تسهيل وتأمين عملية الولادة بتنظيفها القولون.
- يحتوي الرطب أيضاً على نسبة عالية من السكاكر البسيطة الهضم، مثل سكر الغلوكوز وغيره.
إن هذه السكاكر هي مصدر الطاقة الأساسي، وهي الغذاء المفضل للعضلات، وعضلات الرحم من أضخم عضلات الجسم، وهي تقوم بعمل جبار أثناء الولادة التي تتطلب سكاكر بسيطة سهلة الهضم كتلك التي في الرطب، ويلاحظ أن أطباء التوليد يقدمون للمرأة الحامل وهي في حالة المخاض الماء والسكر بشكل سوائل سكرية.
والرطب أيضاً يخفض ضغط الدم عن المرأة الحامل لفترة غير طويلة ثم يعود الضغط إلى طبيعته وهذه الخاصية مفيدة جداً إذ بانخفاض ضغط الدم تقل كمية الدم النازفة.
هذا ما يؤكده العلم الحديث، وقد سبقه في ذلك القرآن الكريم بأشواط كبيرة، فنجده يتحدث في سورة "مريم" عن مريم العذراء وقصة إنجابها لعيسى عليه السلام.
وملخصها أن مريم عندما دفعها المخاض إلى جذع النخلة، ﴿وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً﴾ واللافت أن أكل الرطب قد جاء مع حالة الولادة... فنلاحظ تركيزاً منصباً على أكل الرطب بشكل يلفت الأنظار.
ولأهل البيت- عليهم السلام- أحاديث جمة في مسألة أكل الرطب وما يتركه من أثر بالغ في حياة الإنسان، من بين هذه الأحاديث. حديث للإمام الباقر- عليه السلام- يقول "لم تستشف النساء بمثل الرطب إن اللَّه أطعمه لمريم في نفاسها"، فقال: ﴿وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطباً جنياً﴾ ، والحديث يعني أن الرطب هو أعظم وأفضل شيء يقدّم للمرأة النفساء.
وأيضاً من الأثر الشافي الذي يتركه الرطب على المرأة الحامل يقدّم أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام: "ما تأكل المرأة شيئاً وتتداوى فيه أفضل من الرطب".
ويؤكد حديث شريف أن أكل التمر عند الصباح يقتل الطفيليات الغريبة التي كثيراً ما تسبب المتاعب الصحية للإنسان.
يقول الحديث "كلوا التمر على الريق فإنه يقتل الديدان في البطن" وأيضاً عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: "اطعموا المرأة في شهرها الذي تلد فيه التمر فإن ولدها يكون حليماً تقياً".
وتفسير ما ورد على وجه الإجمال لهذه الأحاديث أن التمر يؤثر في حليب الأم تأثيراً ايجابياً بحيث يجعل الطفل حليماً، ولا يكون ذلك إلا إذا كان في التمر تأثير على الجانب النفسي في شخصية التوليد، هذا ما أكده العلم الحديث، وأثبته بالتجربة والبرهان.
وبما أننا نتحدث عن عملية الولادة، وما يعتري المرأة الحامل من أمور وتغييرات تطرأ عليها أثناء حملها، كان لا بد لنا في هذا المجال من التوجه إلى الطبيب المختص لكي يقدم لنا بعض التوجيهات والنصائح الطبية التي تتعلق بالحمل، فالتقينا مع الأخصائية في جراحة التوليد الطبيبة ليلى السيد قاسم وطرحنا عليها الأسئلة التالية:
1- ما هي الأمور التي يجب أن تتجنبها الحامل في بداية حملها؟
جواب: قبل كل شيء، إن أجمل ما يثمره الزواج الناجح هو الطفل، والطفل أمانة وضعها اللَّه في أحشاء المرأة ليرى النور، لهذا يجب على كل حامل أن تعي أهمية المرحلة ومخاطرها، بحيث تعتبر الفترة الأولى من الحمل، وخاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من أهم المراحل، فهنا يبدأ تكوين كل أعضاء الجنين وإذا تعرضت الحامل لأي حادث (خاصة كيميائي) أي تعاطي بعض الأدوية الخطرة أثناء الحمل، يؤدي إلى تشوه في الجنين من هنا على الحامل أن تتجنب التالي:
- الأدوية من دون استشارة طبيبها.
- التدخين.
- الإرهاق الجسدي والعصبي.
هذا إضافة إلى الكحول بالنسبة للواتي هن غير ملتزمات بتعاليم الشرع الإسلامي المقدس.
2- ما هي التغيرات التي تحصل في جسم المرأة خلال فترة الحمل؟
خلال فترة الحمل تحصل تغيرات كبيرة في كل الأعضاء والأجهزة، بحيث تكون الحامل أكثر عصبية، كما تصاب بالدوخة، والارتخاء الكامل، والنعاس، وهذه كلها تبدأ بالاختفاء مع تزايد عمر الحمل.
- الجهاز العصبي: في بداية الحمل أكثر الحوامل يشكون من الغثيان والتقيؤ في الصباح، تتغير حاسة الذوق، وهذه أيضاً تختفي فيما بعد بازدياد عمر الحمل، يبدأ الرحم بأخذ حجم أكير ويمارس على القولون ضغط ميكانيكي، في هذه الحالة من الممكن أن تعاني من الإمساك.
الجهاز البولي: خلال الحمل تزداد وظيفة الكلى لأنها تكون مصفاة جسم المرأة مواد METOBOLISME الجنين.
- الجهاز التنفسي: خصائص التنفس تتغير تزداد تهدئة الرئة، هذا ما يساعد الجنين على إخراج ثاني أوكسيد الكربون الزائد عنده.
- الجهاز الدموي: خلال فترة الحمل تزداد عملية تكاثر الخلايا الدموية، يزداد الهيموغلوبين، الكريات الحمراء والبيضاء، وخاصة يزداد حجم اللازما 35% بالمقارنة مع غير الحامل.
عند المرأة الحامل يلاحظ تغيير اللون من ناحية:
- جلد الوجه، الصدر والهلامة والبطن خاصة ما يسمى الخط الأبيض يصبح مائلاً إلى البني، وهذا يعود إلى تغير عمل الغدة (فوق الكلى).
3- الكثير من السيدات الحوامل يشعرن بوهن وضعف أثناء الحمل فما سبب ذلك؟
يعود إلى سوء التغذية: فتعتبر التغذية من أهم عوامل استمرارية الحمل بالشكل الطبيعي، وعملية الولادة، ونمو الطفل بعد الولادة، والتغذية الصحيحة تحمي الحامل من فقد الدم، التسمم الحملي، فالطعام يجب أن يحتوي على كل الفيتامينات، والبروتين والنشويات.
خلال فترة الحمل يزداد وزن المرأة الحامل وهذه الزيادة تكون بين 8- 11 كلغ وهذه الزيادة تكون أكثر في الأشهر الثلاثة الأولى، والأشهر الأخيرة.
لذا يجب أن يكون غذاؤها متنوعاً بشكل أن يتوزع على 4 وجبات خاصة في الأشهر الأولى، وفي النصف الثاني يوزع على خمس أو ست وجبات، وفي المرحلتين يجب أن تكون الكمية الأكبر في النصف الأول من النهار، لأن العشاء ممكن أن يسبب لها الأرق والتعب.
4- كيف تحدث الولادة؟ ما هو الأوكسيتوسين؟
فترة الحمل عند النساء عادة هي 40 أسبوعاً، لكن قد يحصل أن تكون فترة الحمل فقط 28 أسبوعاً وتحصل الولادة، إذ أن 28- 40 أسبوع تسمى ولادة.
من أحد أسباب الولادة هو التناسب ما بين الاستروجين والبروجسترون وأيضاً هرمون الاوكسيتوسين حيث تصبح نسبتهم عالية جداً قبل الولادة.
والاوكسيتوسين هو مساعد هام على عملية تقلص الرحم، لذا عند بدء الولادة، بعض الحوامل لا تظهر عندها تقلصات منتظمة وكافية لعلمية الولادة، عندها نضطر إلى أن نعطي الاوكيتوسين مع المصل لتقوية هذه التقلصات.
5- ما هي النصائح التي توجهينها للمرأة الحامل في نهاية هذا اللقاء؟
أهم حدث في حياة المرأة هو ولادة طفلها، وهذا يعني بأنها تعطي للحياة طفلاً بدأ معركته مع الحياة، فلتعط لنفسها طفلاً قوياً على المستوى الصحي ليكون دائماً منتصراً على الصعاب، وعليها أيضاً الانتباه إلى غذائها ونظافتها وصحتها لتحصل على المولود السليم والمعافى.