أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

بأقلامكم



* إلى القلوب الوالهة/ مهداة إلى الحاج الشهيد محمد فقيه
الشيخ أحمد إسماعيل

طالما ترددت في تلكم الكتابات والكلمات التي تخصص الحديث معك يا أخي الحاج محمد فقيه، لأن شهداءنا كل شهدائنا لا ينبغي التفريق بين واحد وآخر، إلا أن حق الصداقة والعلاقة والخبز والملح الذي بيننا جعلني أحسم التردد لأحمل اليراع وأبث مشاعر صادقة نابعة من قلب حزين وكئيب لألم الفراق، واعذرني يا شهيد الإسلام فكلماتي هذه هي تعبير عن نفثة مصدور وزفرة مجمور جعلت منه شهادتك المباركة مهيجة لكل أنواع الشعور حيث لا يطيب بعدها إلا الحديث عن شهادتك وإخوانك الثلاثة عشر بما فيهم أبناء بلدتك المجاهدة حقاً (مجدل زون).. وعن صمودكم وملحمتكم وثباتكم والتحاقكم بكربلاء الحسين وقبل أيام محرم الحرام..

... آهٍ يا محمد لهذا الرحيل والاستعجال الذي خلّف سويداء في القلوب المحبة، وتباً للصهاينة المجرمين الذين هزمهم شموخكم الجهادي الذي مثَّل قمة البذل والعطاء الكربلائي.. أيها المجاهدون يا من أخرستم البلغاء وأنطقتم الصخر الصمّاء، ومن تكلمت دماؤكم وجراحاتكم عن أرقى معاني العطاء انظرونا نقتبس من أنواركم القدسية ونمسح وجوهنا بتراب جُبل بشلالات دماء بذلكم.. اسمحوا لنا أن نخلع نعال أنانياتنا لأننا في الواد المقدس للشهادة العطرة، وأن نشمّ الثياب التي ضُرجت بالدماء لنشمّ منها الحرية والمستقبل الزاهر لهذه الأمة المضحية، فليست عناقيد الغضب هي التي قتلت أجسادكم وإنما أشجار الشوق إلى الله التي ترسخت في حدائق صدوركم، وليست صواريخ اللؤم الصهيوني والأميركي هي التي أوقفت نبض قلوبكم وإنما هو دعاؤكم الصادق (وما أطيب طعم حبك وما أعذب شرب قُربك).. ودعاؤكم الخالص (إلهي بك هامت القلوب الوالهة وعلى معرفتك جُمعت العقول المتباينة فلا تطمئن القلوبُ إلا بذكراك ولا تسكن النفوس إلا عند رؤياك..)..

وإن المشاعر التي تحملون هي التي تاقت واشتاقت لانعتاق الروح عن الجسد، وكيف لا تتوق وتشتاق وقد رأت أعينكم وضمائركم مجازر الحقد الصهيوني بالأمس البعيد والقريب.. وقد شاهدت الأجساد الممزقة والمحترقة والرؤوس المبتورة والأيدي والأرجل المقطعة التي تقطع نياط القلب.. فنِعْمَ الثأر هو ثأركم ونِعْمَ الواجب ما أديتم.. يا أنصار أبي عبد الله الحسين عليه السلام ويا حبيب وزهير ومسلم والحر.. وأن شهادتك يا حاج محمد فقيه أيها القائد والجندي المجهول تدلل على أن الزمان والمكان لا يمكن أن يكونا مانعين وحاجبين عن الالتحاق بكربلاء، فمن كان يقول: إنك في هذه العجالة ستترك ألمانيا ومدينة بوخلت التي أعطيتها من جهادك ما لا يمكن وصفه. وأن تأتي بهذه السرعة وتلتحق بالمجاهدين.. ومن باستطاعته أن يتصور الاستعداد الكامل الذي كنت تحمل والذي يكلفك أن تترك أولادك التسعة يواجهون أعباء الحياة.. حتى أني أخبرتُ أهلك إني كنت استغرب وجودك في بلد أوروبي عندما كنت أتوغل في عمق شخصيتك، إلا أنها المعادلة التي تحدث عنها أمير المؤمنين عليه السلام كما روي عنه قوله لرجلٍ محب له أُبعد إلى اليَمَنْ (إنك معنا حتى لو كنت في اليَمَنْ..).

وفي المقابل هناك أشخاص لم يكونوا مع الأمير عليه السلام حتى لو كان بالقرب منه، نقول لك هذا أيها الحاج ونحن نتأسف لحال كل مَنْ لم تبلغه مقامات شهاداتكم والإمدادات الغيبية التي رافقت مسيرة جهادكم من مطر وغيوم وضباب وأحوال الطقس التي واكبت عناكيب الغضب ﴿إن ربك لبالمرصاد﴾.

فهنيئاً لكم المقام المحمود.. وسلامٌ عليكم وعلى الأرحام الطاهرة التي حملتكم، وهنيئاً لأرض وطأتها أقدامكم وهنيئاً لنا لأننا نحمل حبكم بصدق وعشقكم بإخلاص والسلام عليكم ورحمة من لدنه وبركات.


مهداة إلى أرواح الشهداء جميعاً
بسام حبّ الله (أبو صادق)

إلى شهداء المقاومة الإسلامية: يا من حارت العقول بمبادئكم الصامدة وبعقيدتكم الراسخة وبمواقفكم الأبية، يا من صنعتم النصر بأيديكم وزرعتم من دمائكم بيارق المجد والحرية، ورويتم الدهر بكأس العنفوان، ونسجتم من رصاصكم حكايات الأمجاد وخيوط ثوب النصر.

يا من سجّلتم ملاحم البطولة في سجل التاريخ الحافل بصفحات الهزيمة العربية، فرفعتم بلون دمائكم احمرار الخجل عن وجه الأمة، يا من نسجتم للحرية أنغامها، وأكملتم الأرض بينبوع دمائكم فأزهرت وروداً يافعة من أبناء عاملة، فاحت روائحها مسكاً وعنبراً.

يا من حفرتم في أرض المستضعفين، لا بالمعاول بل بأيديكم، خنادق دفنتم فيها أطماع الغزاة، وتسوَّرت على عزّة الأمّة خير وِقاء، أنتم روّادُ ونجومُ الأمّة ومستقبلُها وجبينُها المشرق، دمكم لا يجف ولا يزول سيبقى مشرقاً كالشمس إذا غيّبها عن النظر السّحاب، يرفرف في قبضات الأمّة كالبيارق يداعبها النسيم مغرّداً عند الغروب، يداعب أفكار التائه الحيران، وترحلون عنّا لتحلّق أرواحكم في سماء النصر والمجد، بوركتم وبوركت سواعدكم الأبيّة فهنيئاً لكم ولشهادتكم الطاهرة، لكم البقاء ولنا العزاء، لكم النصر ولنا الصبر، لكم الحسين ولنا المهدي، والله وليّنا نعم الولي ونعم النصير، فزتم والله فوزاً عظيماً وسلامٌ عليكم يوم ولدتم ويوم استشهدتم ويوم بعثكم أحياء .. والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون.
والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع