مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

أمراء الجنة: الشهيد السعيد السيد عبد اللطيف الأمين



شاءت الحكمة الإلهية ثانية أن تكون العمامة المصبوغة بدم الشهادة دواء لداء الهزيمة ومرارة الانكسار، وشمخت أرض عاملة، كما كربلاء قبلها، وحملت دماء شهيدها عيناً تقاوم مخرز القهر وتكسر شوكة الباطل، وانتفضت حوزة الإسلام لترفع أشلاء الجسد العالم قرباناً على مذبح المقاومة.
فالقصة تبدأ فجر الأربعاء، الذي لم تكد شمسه تشرف على الصوانة، في 15/11/1984 عندما دقت على باب إمام مسجدها يد الغدر لتغتاله عند الساعة الخامسة والخمسون دقيقة بين أهله وعلى عتبة بيته على ضوء مسلاط الطوافة الإسرائيلية.

إطلاق نار... القرية تهرع بشبابها...
النساء ترتعب... الأطفال تبكي السيارة تحمل الجسد الذي ظل في المستشفى ثلاثة أيام دون حراك في الثالث تعرج روح السيد عبد اللطيف الأمين إلى الملكوت بطمأنينة الشهادة.
أما ما قبل البداية هذه، فحياة سمتها السعي لطلب العلم، عودة إلى الوطن لاحتضان أهل المقاومة، عمل دؤوب في تحسين أوضاع أهل القرية مادياً ومعنوياً إرشاد وتثقيف ومشاركة في جميع النشاطات العامة، علاقة بشيخ شهداء المقاومة الشهيد راغب حرب.

فالشهيد سافر مع والده إلى النجف الأشرف قبل إتمامه العام من عمره، ما لبث والده أن توفي في السفر سيراً بين النجف وكربلاء والشهيد لم يتم الحادية عشرة تاركاً إياه والعائلة برعاية السيد الحكيم قدس سره الذي تكفل بالإشراف على دراسته وعممه إلى أن نال وكالة السيد الخوئي قدس سره.

بعد هذه المرحلة كانت تلح عليه صورة جبل عامل، فخلال زياراته إليه كان يرى الأرض العطشى للإسلام والناس التي تحمل في فطرتها الإسلام إنما تعيث بأوضاعهم أيدي الزعماء فساداً، فأبلغ موكله بعزمه على العودة فشجعه وزوده بنصائحه، فحزم شهيدنا أمتعته وأخذ زوجته وأطفاله الثلاثة يمم شطر بلدته الحبيبة حيث بدأ تعليم الناس شرائع دينهم، وفتح باب التبرعات لإصلاح مسجد القرية، واشترى أرضاً للوقف، وأسس جمعية لتنشيط الحركة الثقافية والاجتماعية، وبدأت حلقا الدرس والخطب وإحياء المناسبات.

وفي هذه الفترة تعلق أهل القرية بإمامهم، الذي عرف عنه عزة النفس، والمواقف القوية بالنسبة لموضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والعلاقة الوطيدة بالأرض والحرص على الكتمان والسرية في العمل، وجميع خلال الخير.
فرحمة من الله عليه شهيداً للحسين في أرض عاملة كربلاء هذا العصر.

* الرسالة والرد
اسم المرسل: أحفاد القردة والخنازير
شهرة المرسل: شذاذ الآفاق
اسم المرسل إليه: شهيد الحسين
شهرة المرسل إليه: كربلاء جبل عامل
محل وتاريخ الولادة: الصوانة 15/11/1984
نص الرسالة: إطلاق الرصاص على الشهيد السعيد السيد عبد اللطيف الأمين
إشعار الاستلام: وصلتنا الرسالة وحدهم العلماء والمؤمنين يرفضون التفاوض
الجواب: ليس لدينا سوى المزيد من الدماء والجهاد فبندقية المقاومة الإسلامية وحدها هي الرد وقوافل الشهداء تصنع الانتصار.
ملاحظة: الملتقى عند الله قتلاكم في النار شهداؤنا في الجنة

* الحلم والواقع
وكان الشهيد قد كتب بخط يده الشريف:
رأيت مناماً أني في النجف الأشرف في بيتنا وكل من الشيخ محمد رضا والشيخ غالب والشيخ أحمد وكل الجيران موجودون هناك، وفيما كنت أحمل طفلاً عند الغروب متجهاً إلى بيت الشيخ محمد رضا فالتقيت به وكان هو أيضاً يحمل طفلاً فوقفنا في زاوية بيت الشيخ علي شمس الدين وكان في الشارع هرج ومرج وضوضاء وإذا بشعلة حمراء خرجت من السماء من الزاوية الشمالية الغربية وانفجرت وطلع لها صوت عالٍ وكان حينها الشيخ محمد رضا قد ذهب إلى البيت فهرولت صارخاً باتجاه بيته وقلت له جاء الحق وزهق الباطل أخرج وانظر إلى السماء وكان الدخان في السماء بادياً فأخرجت الصاعقة غيم أسود فأظلمت الدنيا وبالأثناء وجدنا الناس يحملون السلاح ويتدربون وقد ندمت في أثناء المنام على أني لم أكن شهيداً للإسلام وتمنينا جميعاً، أنا ومن كان معي لا أذكرهم أن نؤدي واجبنا تجاه الإسلام والمسلمين وأفقت الفجر في الخامسة تماماً.
عسى أن يكون خيراً، قلت لهم أن ما بقي أكثر مما هو آتٍ فواجبنا لا يقل عن واجبهم الذين ضحوا في سبيله حياتهم.
عبد اللطيف الأمين

* من أقواله ووصاياه
اجعلوا رضا الله ميزاناً لأعمالكم فتتركون ما يغضب الله، وتفعلون ما يرضيه.
إن خلافاتكم المصطنعة قد بناها أعداء الله خوفاً من قوتكم إذا اتحدتم.
اسعوا جاهدين لتغيير ما بأنفسكم من كره قديم وغضب ليس لله، وضعوا في مكانها الطيبة والمودة والتسامح ليرى الله فيكم ذلك فيغير حالكم ويرعاهم وهو العادل لا يظلم مثقال ذرة.
عليكم في البدء أن تبنوا لأنفسكم شخصية إسلامية في كل ما تفعلون، في علاقاتكم، في تعاملكم وفي كل سلوك، في الصغيرة والكبيرة، فليتجسد الإسلام في كل واحد منكم.
اقتلوهم حيث ثقفتموهم، هؤلاء اليهود عبيد الدنيا، أنهم يموتون رعباً أمام الموت.
يا أبناء عامل لا تخافوا من الخوف، فهؤلاء اليهود هم الخوف في ثياب رجال.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع