نهى عبد الله
في بلاد يحيطها البحر من ثلاث جهات، كان جُلّ سكانها من الصيادين والمزارعين، اكتشفوا بئراً للزيت الأسود، فاشتغلوا بوهجه وناره عن كدّ الساعد، وهمس الطمع في آذانهم، فهجروا أعمالهم، وانكبّوا يتنافسون على بيع الزيت..
ولفرط انشغالهم، لم يلاحظ أحدٌ منهم أنّ ثؤلولاً قد نبت في عنقه، نبت في أعناقهم جميعاً.
يوماً بعد يوم، أخذ الثؤلول في الانتفاخ والتورّم، حتّى بات بحجم قبضة اليد. لم يبالِ أحدٌ منهم، فهم منهمكون جدّاً مع زبائنهم الأجانب. زاد تورّم الثؤلول، فصار بحجم الرأس، ونبتت له ملامح وجه تطابق الوجه الحقيقيّ.
كان ذكيّاً، فقد تعلّم الكلام سريعاً، وأخذ يؤانس صاحبه، وشيئاً فشيئاً بات يسبقه في الكلام، ويتحدّث نيابةً عنه، والأصدقاء الأجانب يصفّقون، فقد أحبّوا الرؤوس الطفيليّة كميزةٍ خاصّةٍ بسكّان البلاد، وسمة نادرة.
لم يلاحظ أحدهم أنّ الرأس المتورّم كان يقتات على غذاء صاحبه، فقد شحبت وجوه السكّان، وهزلت، وتضاءل حجمها؛ لتصبح بحجم ثؤلول على عنق الرأس المتورّم..
بعد سنة، كانت الأورام تصول وتجول في البلاد، وتبيع وتشتري في الزيت، وتصادق الزبائن؛ لتحلّ ضيفاً طفيليّاً على أعناقٍ أخرى، في بلادٍ أخرى، يهمس الطمع لسكّانها، ويعتادون الأورام ويصادقونها، فيما هي... تأكلهم.
فما أحمق الإنسان، حين يُطبّع مع أورام!
الجنوب
غيداء
2020-11-06 19:58:14
رااااائعة كتير حلو التشبيه