مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

المثل في الميزان: أنا وخيي على ابن عمّي وأنا وابن عمّي على الغريب

فاطمة الحسيني

 



مثل شعبي متداول بكثرة في أوساطنا الاجتماعية وهو من جملة الأمثلة المستعملة خطأ ولذلك سنخضعه لميزان المحاكمة والإنصاف.
فلنتأمل بعض الشيء في هذا المثل وكلماته، فهو في شقّيه ينطوي على عصبية واضحة تماماً والعصبية وكما تعرف أخي القارئ هي التحيّز الأعمى لطرف معين سواء كان أخاً أو ابن عم أو أحد الأقارب أو غيرهم.. وهي من صفات الجاهليين الذين تحجّرت عقولهم على قيم بالية تنمّ عن عدم الوعي الكامل للقيم الأخلاقية والبعد عن الدين..مِثْلُ هذه العصبية طبعاً هي من مخلفات الجاهلية ولو أن الجاهليين أنفسهم موجودون بيننا الآن لكانوا رموها مع مهملات التاريخ ونفاياته لأنّنا نحن في عصر النور، عصر العلم والمعرفة والتطور، عصر الوعي الديني، بل عصر الإسلام الذي جاء ليحارب تلك العصبية بالدرجة الأولى وليحلّ محلها روح التعاون والتحابب والتآخي ونصرة سلطان واحد فقط هو الحق وإنصاف المظلوم وبالتالي ليقتل روح التناحر والتعصب الأعمى لدى القبائل.

فمنطق الإسلام إذاً أخي الكريم يتنافى تماماً مع هذا المثل الخاطئ ويدعو إلى إعطاء كل صاحب حقّ حقه على قاعدة "أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً" وهذا معناه أن تنصر أخاك الظالم بردعه عن ظلمه والمظلوم بأن تأخذ له حقه من المتسلط الغاصب وأن تدافع عنه وتشدّ أزره وتقوّيه بغض النظر أيّا كان هذا المظلوم ومهما تكن قرابته منك.

أخيراً ما ينبغي قوله حول هذا المثل "أنا وخيي على ابن عمّي وأنا وابن عمّي على الغريب" هو أنّه من مخلفات العصبية الجاهلية القبيحة التي حارتها الإسلام ونبيّنا وأئمتناعليهم السلام، فمن المفترض بنا إذاً أن نلغيه من قاموسنا اليومي ونستبدله بما هو أحسن وأجمل مما يدعو إلى الفضيلة والخير والمحبة كأن نقول مثلاً:
صاحب الحق سلطان
أو: السالكُ عن الحق شيطان أخرس.
أو كما قال أمير المؤمنين عليه السلام: من صرع الحق صرعه.
وختاماً قوله تعالى:  ﴿لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ . (الأنفال/8).

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع