*عليٌ... تحية*
سوزان ياسين
لِعُلاَكَ أُخْفضُ الرَأْسَ تَحِيَةً عَلِيٌ يَا أَطْهَرَ الإِنْسَانِ
وَمَلائِكُ السَمَاءِ حَيْرَانَةُ لِوَجْهِكَ القُدُّوسِ تَخْشَعُ كُلَّ زَمَانِ
وَمَسَاؤُنَا لِعَظِيمِ اسْمِكَ أَشْرَقَ كَالفْجْرِ وَلَمْعَةِ المَرْجَانِ
سَبَّحْتَ صَانِعِكَ يَا دُرَّةَ الأَكْوَانِ فَاعْذُرْ لِسَانَ المتْعَبِ الخَجْلاَنِ
بِكَ تَبَاهَى الدِينُ بأميره وَبِكَ تَمَتْ نِعْمَةُ القُرآنِ
بِحُسَامِكَ الدِينُ الحَنِيفُ قِيَامُهُ وَبِعِلمَكَ الرَبُ الكَرِيمُ حَبَانِي
أَنْتَ الَّذِي آخَاكَ حَبيبُ اللَّهِ كُفْؤُ البَتُولِ يَا أَبَا النُوَريْنِ
حُيِّيتَ مِنْ نَبْعٍ لِشَجَاعَةِ الشُجْعَانِ حُيِّيتِ من ساقٍ إلى الحَوضِ الشَرِيفِ دَعَانِي
فَبِمَرَجِ البَحْرِ هَائِمٌ أنَا وَبِذِكْرِ عَليٍّ أَلْقَى كُلَّ أَمَانِي
***
الرجل الأسطورة
ريما محمّد الشيخ
سلامٌ للحكمة الرابضة بين الحقيقة والخيال...
سلامٌ للشعلة النابضة وسط بحيرة النار...
سلامٌ للمتحاور في زمان الوحدة والإنفراد...
سلامٌ للشريف في عصر ضاق عن إحتواء الأشراف...
سلامٌ للحب الخافق في سماء عشق اللَّه...
سلامٌ للصبر الصارخ في عصر السرعة والانفتاح...
سلامٌ للصوت الحاوي أصوات جميع الشرفاء...
سلامٌ لرمز النصر وأغنية الأمجاد...
سلامٌ لباني الوطن ومخرجه من قلب المعاناة...
سلامٌ لرائد النصر والتحرير وصانع العزّ والسلام...
سلامٌ إليك سيدي يا نصر اللَّه...
***
فلسطين العدالة
نسرين البدوي
منذ الصغر، منذ فقدت أمي والزند الحنون لم أنمْ
منذ تسلّلت جرثومة الاستعمار إلى جسدي أنا أتألمْ
ولم يساعدني أحد وصارت دنياي ضلالةْ
منذ الصغر منذ نطقتُ الحرف وتعلّمت الخطّ بالقلمْ
منذ تجرّعت الجهاد عنوان النصر وإكليل القيمْ
صرت أبحث عن سرير يضاهي كلّ الأسرّةِ جمالهْ
وصرت أعمل على صنع غطاءٍ يقيني عواصف الظُّلَمْ
يدفئني إذا ما على سريري رقدت لأحلمْ
وأرى أمّي السماءَ تنادي بريئةً أحلام الطفولة
منذ دوّت قنابل الغضب على الساحل وفي القِممْ
منذ هاجت أمواج البنادق حتوفاً في كل يمْ
تخيلت البندقية في يدي تزغرد ألف "أهلاً" بالعدالةْ
منذ حملت الحجر أرمي به الصّاغر المجرمْ
أضأتُ شمعة الجهاد أسلك بها العتمْ
وصرت بالجهر أصوّت ألف لعنة على العمالةْ
واليوم كبرت صرتُ عروساً ولكن بلا زفافٍ يتمّ
لذا قررت أن أزفّ نفسي للديار وللعلمْ
فلبست طرحة الفوارس وفستان النبالةْ
وباقة الزهور كانت قنبلة تفوح للحقّ ...
ثمَّ فجرت نفسي تحت غطائي الذي صنعتُ... غطاء الدمْ
ونمت على السرير أرض فلسطين العدالةْ
***
درسٌ للتاريخ
حسن وجدي يزبك
مظاهر قوة الشعوب تكمن بنُبل الأهداف التي تسعى لتحقيقها، وقد تكون غالباً مُكلفة باهظة الأثمان، عالية التضحيات، مهلكة الرجال، مثكلة النسوة، ميتمة الأطفال. وما أسمى وأشرف وأغلى من حرية الشعوب والأمم. بأزيز رصاص الكلمة وحدّة نصل القلم ودوي مقالات كاتبٍ وعزم وإيمان رجالٍ أبطال إهتزت كيانات العدو التي عاثت بالوطن فساداً وظلماً، جوراً وعدواناً فتهاوت سلاطينهم وتبعثرت ميادين قصور قادتهم بين من سار حافياً من نعلٍ مرتدياً كفن الحرية، طالباً، مجاهداً، مستشهداً لتحقيقها وهديته ستكون غالية لأولاده من بعده ويتبع. يستوقفني مقطع من تاريخ البشر كان محوره من لم ينعم اللَّه عليه بقوة أبدان الأبطال وضخامة زنودهم فوهبه اللَّه علماً وإيماناً وفكراً واسعاً، حمّله هماً تعجز مشاعر العالم قاطبةً عن تحريكه فنشر عباءته وسع حدود الأفق فاستطاع بكلمته ومثابرته ورُفع مبتغاه أن يحارب البندقية بالكلمة والصوت بالصبر مستبدلاً كجده الحسين ذل الغزاة بالعزة والإباء فحرر مظلوماً وانتصر...
سيدٌ اسمه الأول بكرُ حيدرٍ وكنيته عزٌ وإكبارٌ من رب العالمين. حجمه حجم الموسوعات المعلّقة وكلمته جعلت جبروت الطغاة تحت أقدام المستضعفين. إنه أمثولة يحتذى بها ودرس للتاريخ يُحفظ ويا ليت الصف يتسع فيكون التلاميذ شعوب الكون المظلومة.
***
بارقة الأمل - مهداة إلى روح المرحومة "أم حسين اسكندر"
سكنة عودة
لو كان للكلمات عمق المشاعر والأحاسيس لما احتار العقل في التّعبير... ولا القلب أحسّ بالألم الشّديد... لكان اليراع سهّل الأمر وأفضى بما في النّفس من ألم أو هوى... عرفت فيك عطف الأم وحنانها... وحبّ الأختِ وشغفها... عرفت فيكِ الصّفاء والنّقاء والطّهر... عرفت التّضحية والإيثار والجهاد... عرفتكِ حين قدمَ اليأس ليقرع باب قلبي فقلتِ لي بأن استمدّ الأمل من ثغر الزّمان وأن أقف وقفة صلبة في وجه التّيار الآتي إليّ... وأرسم البسمة فوق الدّمعة وأن لا أقنط من رحمة ربّي... أحسست حينها كم أنا صغيرة بالنّسبة إليكِ... "أم حسين" كانت بيننا ومضت... نبأ تلقّيته بغصّة أليمة... بحرقة قلب ودمعة عين... بعقل حائر يسأل ماذا؟ كيف وأين؟ أسئلة راودت خيالي المصدوم... تذكّرتكِ حينها... تذكّرت الإطلالة المشرقة .... الأمل المشعّ في عينيك.