هناك.. دخان واحتراق..
هناك.. عند أحد اﻷبواب تضرمُ النيران..
بين الجدار وباب الدار أنينٌ يقطعُ النياط..
دماءٌ تسيل.. والسُقطُ يغفو عند عتبةِ الباب..
بينَ الجدار وباب الدار.. مسمار ينبت بضلعها..
أنينٌ يخرجُ من جَوفِ صدرها..
هُناك البتول.. ابنةُ محمّد الرسول..
هناك فاطمة.. حبيبةُ قلب طه.. زوجة سيف الله البتّار عليّ الكرّار..
هناك.. في أرض المدينة.. أنينها مع الزفرات.. وفي صدرها تعلو الآهات.. مع كلّ شهيق الآلام.. وبكلّ زفرة في قلبها تشبُّ النيران..
ترفع لله كفّيها.. تقنتُ له بالدعاء يداً نحو السماء ويداً تلامس مكان الأوجاع..
هناك.. في أرض المدينة جَسدٌ يغفو وروح للعلياء تسمو..
وعلـــــــى الجنبَين الحسن والحسين يبكيان... هذا يقسمُ عليها ألا تفارق الحياة.. وذاك يبكيها أن لا تُغمضَ عينيها وتنامَ نومة ما بعدها عودة..
وعينان.. تبكيــــــان.. ولليتم تستعدّان.. وللمصائب من حينها تستقبلان.. وقلبُ الحبيب يناديها.. بالله عليكِ يا زهراء..
وفي لحدها.. وضعوها.. خوفاً على الخدّ ببطء أرقدوها.. وما إن غفت حتّى اقتربَ منها مودّعاً وداعه الأخير.. قلبُ الحبيب يُنادي.. لا ترحلي.. اقتربَ منها وهمسَ في أذنها: يا فاطمة.. يا فاطمة.. أنا عليّ...
زينب الرشيد